تواصل الباحثتين أحلام بكاي ولمياء خلوقي إهتمامهما بتتبع أخبار السلاحف البحرية، بعد أن قادهما بحث التخرج بسلك الماستر المتخصص في حماية التنوع البيولوجي البحري بكلية العلوم بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان ، لإنجاز دراسة ميدانية حول ” الصيد الساحلي و تفاعلاته مع السلحفاة البحرية بميناء العرائش الأطلسي شمال المغرب.
ويأتي هذا الإهتمام حسب الباحثتين لملأ الفراغ الحاصل في هذا المجال، لاسيما أن المعلومات التي تهم السلاحف البحرية، تكتسي أهمية بالغة للبحارة والباحثين عن أساسيات التوازن البحري بالمحيط الأطلسي و البحر المتوسط. إذ يعتبر البحث المنجز من البحوث الميدانية والإتنوغرافية الوصفية، باعتباره يتتناول موضوع الصيد الساحلي تفاعلاته مع السلحفاة البحرية، حيث راهنت الباحتثان من وراءه إلى تتبع أخبار السلاحف البحرية لسد الخصاص الكبير في هدا المجال المهم، وخاصة في ظل التغيرات المناخية والبحرية، التي تشهدها السواحل الاطلسية المتوسطية، والتي ساهمت بشكل مباشر في الإخلال بالتوازن البحري.
وحسب لمياء خلوقي باحثة مهتمة بحماية النوع البيولوجي البحري، والتي تشغل في ذات الصدد أستاذة في مادة علوم الحياة و الأرض بالثانوية الإعدادية ابو بكر القادري بتطوان، فإن هذا البحث الميداني مكن الباحثتين من تجميع مجموعة من المعطيات الميدنية، من خلال الإعتماد على لغة الاحصائيات التي وفرتها استمارات تم إعدادها بالمناسبة، وتضم 40 سؤال مباشرا، تم توجيهها للبحارة العاملين بقطاع الصيد الساحلي، بجميع اصنافه الجر و السردين والخيط، بغرض معرفة إمكانية مصادفتهم للسلاحف البحرية .
وخلصت نتائج البحوث الميدانية الى مجموعة من المعطيات، أهمها أن 60 في المائة من البحارة الصيادين أكدوا بالظاهر والملموس رأيتهم للسلاحف البحرية، و15 في المائة من المستجوبين، أكدوا اصطيادهم السلاحف عن طريق الخطأ خلال سنة 2020، في المقابل خلال سنة 2002 لم تتجاوز نسبة اصطياد السلاحف البحرية 2.5 في المائة. وأبان البحث الميداني، ان المواد البحرية والتقنيات التي تهدد تواجد السلاحف البحرية بسواحل العرائش، يبقى اهمها استعمال اسطول الصيد الساحلي لشباك الصيد المعروفة بشبكة الحلقية la senne .
وذكرت الخلوقي في سياق حديثها للبحرنيوز، أن من أهم النتائج التي تم استخلاصها من خلال البحث الأكاديمي، هو عمل الجهات المسؤولة على تخصيص أيام دراسية ودورات تكوينية و توعوية، تبرز من خلالها اهمية المحافظة على السلاحف البحرية مع ادراج أهم الأليات والتقنيات الأساسية، للتعامل مع هدا الصنف من الأحياء البحرية، في حالة مصادفته أو صيده عن طريق الخطأ. بهدف ارجاعه لبيئته البحرية بشكل احترافي، وبدون التسبب في ضرره، وذلك لما له من دور كبير في خلق التوازن البيئي البحري، خصوصا وأن هدا النوع من الأحياء البحرية، يتغدى بشكل كبير على قنديل البحر الذي بات يتوسع بشكل واسع بسواحلنا.
وأشارت نتائج البحث الميداني في ذات الصدد حسب قول خلوقي، أن السلاحف الأكثر عرضة للصيد، حسب استمارات الرأي لبحارة الصيد العاملين بسواحل العرائش، هي سلحفاة من نوع لاكاوان la caouane المعروفة بإسم كاريطا كاريطا Caretta caretta في اللغة الاسبانية، و دلك بنسبة 5 .37 من شهادات التقصي. متبوعة بنوع سمكة العود la luth حسب نسبة البحث المحددة في 17.5 لتليها بنسبة 5 في المائة السلحفاة الخضراء.