أفادت مصادر مهنية من ميناء الداخلة، أن مراكب الصيد الساحلية صنف السردين النشيطة بمصيدة التناوب بمخزون ” س “، تتجنب صيد سمك البوري المتواجد بكثرة بالمصيدة .
و تابعت ذات المصادر المهنية حديثها بالقول، أن مراكب السردين، بمصيدة التناوب بعد عودتها من عطلة العيد، واستئنافها نشاط الصيد، تتجنب استهداف أسماك البوري، المتواجد في متناولهم، من خلال الرشم أو العلامات التي تفرزها أجهزة الصيد المتطورة ( الصونار والردار )، لأن المردودية المالية المتأتية من بيع هذا النوع من الأسماك ، لا تغطي نفقات وتكاليف الرحلات البحرية المرتفعة.
وحسب تصريحات مهنية متطابقة، فبحارة مراكب السردين، استحسنوا العثور في شباكهم على كميات مهمة من أسماك البوري، طمعا في تحقيق مبيعات كبيرة. لكنه اتضح بعدها أن أثمنة البيع، لا تتناسب و طموحاتهم، بسبب ارتفاع العرض بأضعاف كبيرة عن الطلب المتذبذب. كما أن الإشكال المطروح، يكمن في المجهودات الإضافية التي تلي وصول كميات البوري الى ميناء المدينة. حيث تبرز الجاحة إلى اكتراء شاحنات ، و شحن الأسماك ووضع الثلج، للحفاظ على طراوتها، و انتظار انعقاد السوق في اليوم الموالي، لعرضها للبيع وسط نوع من الترقب.
كما أن الأمور اتخذت أشكالا سلبية تضيف المصادر، بعد أن بلغ ثمن الصندوق الواحد من البوري، أثمنة تتراوح بين 25 و30 درهما ، مع استعمال “الباريط”، وهو الأمر الذي عبر عنه مجموعة من ربابنة مراكب السردين بالقول “ما كا يشيط لينا والو، غير تمارة، لأن البيع ديالو بطيء” . كما ابرزوا في سياق متصل “أن الحصول على حجم كبير من المصطادات من البوري، هو إستهلاك للوقت والجهد ليس إلا ، بسبب تهاوي أثمنته إلى حدود 1.50 ال ىدرهمين للكيلوغرام الواحد في أقصى الحدود”.
وأوضحت ذات التصريحات المهنية، أن العلامة أو ( أمركا ) الخاصة بأسماك البوري، هي شبيهة نسبيا بعلامة السردين في جهاز الرادار، و تقطع مراكب السردين الى غاية 5 أميال تغمرها أسماك البوري ، أي يمرون بأسراب منه، لكنهم يتجنبون صيده لأن “سوقو خاوي” حسب تعبير المهنيين كناية على محدودية قيمته المالية ، بل يبحثون على صنف السردين، في الظروف الجوية التي تعرفها سواحل مصيدة التناوب. إذ تصل درجة حرارة مياه البحر الى 20 و21 درجة. و هي ظروف قلّما تعيش فيها الأسماك السطحية الصغيرة وخاصة السردين.
وتعيش مراكب السردين حالة شاذة، بين مطرقة الرغبة الحثيثة في العمل وتحقيق المبيعات، و سندان تدني مستوى الطلب على البوري، لكون السوق “مبوربي” حد التخمة من هذا الصنف السمكي. فيما تفيد الأخبار المتداولة، بأن أحد الوحدات الصناعية بالمنطقة، لازالت عالقة بحوزتها قرابة 5000 طن من أسماك البوري.
ومن جانبها أكدت مصادر محسوبة على المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، أن عودة ظهور البوري في مصيدة التناوب بسواحل الداخلة، هو من بين العلامات الإيجابية، لأنه فيما سبق كانت الأمور على هذا النحو بهذه السواحل ، حتى تراجع مخزون البوري الى أدنى المستويات. وأضافت أن مؤشر وجود هذا النوع من الأسماك بالمصيدة ، يلمح إلى علامات استعادة مخزون “س” عافيته، و إمكانية بناء أرصدته السمكية، مع إعمال القليل من التدابير و الإجراءات.
ويصنف سمك البوري في رتبة الأسماك شعاعية الزعانف، و من البوريات التي تعيش في معظم المياه الساحلية المعتدلة والمدارية في العالم. وكذلك يعيش عدد من تلك الأسماك في المياه العذبة النقية. فهي متنوعة الألوان والأشكال والأحجام. وهي عادة تسبح بانسيابية وخفة ورشاقة. ولكل منها فوائده العديدة وميزاته.
وتضم الفصيلة حوالي 80 نوعاً من سمك البوري، موزعة على 17 جنساً، على الرغم من أن نصف تلك الأنواع، يصنف ضمن جنسين اثنين فقط. و هو مميز بوجود زعنفتين منفصلتين على الظهر، وفم صغير مثلث. كما يتميز بعدم وجود عضو للخط الجانبي. وهو نوع من السمك يتغذى على الفتات. ومعظم أنواعه لديها معدة عضلية، غير معتادة وبلعوم معقد للمساعدة في الهضم.