واجهت بعض مراكب الصيد الساحلي بميناء مهدية صعوبة في تجميع كامل أطقمها بعد عطلة العيد، ما أظطرها إلى الإستعانة ببحارة جدد، او متدربين بعد ان رفض تلة من البحارة الإلتحاق بهذه المراكب.
وافادت مصادر جمعوية بالمهدية، أن ربابنة المراكب إنطلقوا في النداء على الأطقم البحرية منذ يوم الثلاثاء الماضي، وذلك رغبة منهم في إستئناف رحلات الصيد. حيث أفلح البعض في تجميع الطاقم بشكل كامل بشكل سريع ، فيما فشلت مراكب أخرى في العملية تبرز المصادر. حتى أن بعض المراكب ظلت تنتظر وبشكل إضطراري إلى يوم الجمعة الآخير، من أجل إستئناف رحلات الصيد بالمصايد المحلية، دون إستكمال أطقمها البحرية.
وكشفت الجمعية الوطنية للبحارة الصيادين في المغرب، في تدوينة على حائطها الفايسبوكي ، وجود عزوف من طرف البحارة، بعد عطلة عيد الاضحى؛ حيث بقيت العديد من المراكب راسية في انتظار اليد العاملة. مؤكدة في سياق متصل، أن هذا العزوف لايرتبط بعطلة العيد فحسب، وإنما بالسياسة التي أصبحت تحكم العلاقة بين المجهزين والبحارة المبنية على شعار “سخسخ او ما ضسرش”، ردا على المد النقابي الذي يعرفه الميناء في الشهور الآخيرة.
وأوضح فؤاد بوؤدينة صاحب التدوينة، أن نوعا من عدم الرضا يكتنف البحارة الصيادين ، بعد إمتناع بعض المجهزين عن تقديم منحة العيد، التي ظل يقدمها أرباب المراكب للبحارة بمناسبة عيد الأضحى، والتي عادة ما تكون كسلفة ، في إنتظار إعادة إقتطاعها من المبيعات. وهو التوجه الذي لم يرق كثيرا من الصيادين، هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم محرومون من المنحة، او بالاحرى السلف أياما قبل عيد الأضحى الأبرك. هذا فيما إكتفى مجهزون آخرون بإقتسام حصيلة رحلة صيد، كما عمد آخرون تسليم البحارة مبالغ هزيلة كمنحة للعيد.
من جانبها أكدت جهات محسوبة على مجهزي الصيد الساحلي أن تأخر بعض البحارة عن الإلتحاق بمراكب الصيد ، هو أمر بديهي ، لكون الأمر يتعلق بعطلة عيد الأضحى الأبرك ، حيث أن عددا من البحارة هم يضطرون للسفر خارج المدينة ، لاسيما أن هذه العطلة تعد هي الأهم بالنسبة لرجال البحر، من أجل زيارة عائلاتهم وذويهم ، كما أن عطلة العيد تتزامن والعطلة الصيفية، حيث تبرز الرغبة في قضاء مزيد من الوقت في كنف الأهل والأحباب، والتمتع بقسط من الراحة، بشكل يعطي نفسا جديدا للذات، لتعاطي مع الموسم الجديد .
وفي وقت لم تنفي فيه ذات الجهات ما يتم تداوله بخصوص منحة العيد مكتفية بالقول “أن هذا يبقى شأنا داخليا يخص المجهزين وأطقم الصيد”، أفادت مصادر محلية متطابقة أن المراكب التي إنطلقت بشكل مبكر في رحلات الصيد هي تلك التي تولي إهتماما خاصا لبحارتها ، خصوصا في الجانب الإجتماعي، ولاتعاني مشاكل مع أطقمها. حيث توجت رحلاتها بمداخيل مهمة بعد إنطلاقها بشكل مبكر بعد عطلة العيد، لاسيما في ظل وجود أحجام تجارية مهمة من الأسقمري، التي رشمت على مقربة من البر. وهي مصطادات تراوحت قيمتها المالية بمركز الفرز بين 100 و120 درهما للصندوق ، فيما تأرجحت أثمنة الأسقمري المستقطبة من السواحل في إتجاه العلو، بين 60 و70 درهما للصندوق.