الناظور : رشيدة البودريسي_عزيز بنعبد السلام
شهدت مدينة الناظور يوم الجمعة 14 يناير 2025 إفتتاح مشروع I+DEALGAS، وهو مشروع رائد والأول من نوعه في المغرب وإفريقيا. أطلقته تعاونية المستقبل للطحالب البحرية بدعم من مؤسسة “نساء من أجل إفريقيا”، ويهدف إلى إدخال النساء إلى مجال استزراع الطحالب البحرية، الذي ظل حكرًا على الرجال لسنوات. حيث إحتضن الحفل المقر الوحيد لمؤسسة “نساء من أجل إفريقيا” بالمغرب، بحضور شخصيات بارزة من مجالات الاقتصاد الأزرق، البيئة، البحث العلمي، إضافة إلى ممثلين عن مؤسسات وطنية ودولية داعمة للمشروع.
ويعد هذا المشروع تحول تاريخي في دور المرأة داخل القطاع البحري أكثر مما هو مجرد خطوة اقتصادية . وقد حصلت التعاونية على 16 هكتارًا من المساحات البحرية لممارسة هذا النشاط، من الوكالة الوطنية لتربية الأحياء المائية، وهو امتياز غير مسبوق في المنطقة. كما مول المشروع 3 هكتارات للتعاونية و1 هكتارًا للبحث العلمي، مما يعزز مكانة المغرب في الابتكار البيئي والاستدامة البحرية.
ويمثل هذا الحدث نقلة نوعية في مسار تعاونية المستقبل للطحالب البحرية، حيث يجمع بين الابتكار البيئي والتنمية الاقتصادية، ويدمج المرأة المغربية في قطاعات جديدة ذات قيمة مضافة عالية. إذ يرتكز مشروع I+DEALGAS على محاور أساسية تهم إدخال تقنيات متطورة في استزراع الطحالب البحرية بأساليب تحترم البيئة. وتمكين النساء اقتصاديًا في قطاع غير تقليدي وتعزيز دورهن في الاقتصاد الأزرق. إلى جانب دعم البحث العلمي في الأحياء البحرية وتطوير تقنيات الاستدامة البيئية . هذا فضلا عن تثمين منتوجان في المجال الزاعي والتجميل.
ويعد المشروع الجديد أول مشروع نسائي لاستزراع الطحالب البحرية في المغرب وإفريقيا ، إذ لأول مرة، تدخل النساء مجال استزراع الطحالب البحرية في المغرب وإفريقيا، وهو قطاع ظل طويلًا حكرًا على الرجال. كما يعد المشروع نموذجًا غير مسبوق في تمكين المرأة داخل الاقتصاد الأزرق. كما يكرس المشروع إدماج البحث العلمي والتكنولوجيا في زراعة الطحالب ، فقد تم تقديم عرض شامل حول التقنيات الحديثة التي يعتمدها مشروع I+DEALGAS، والتي تستند إلى مناهج علمية متطورة للحفاظ على التنوع البيولوجي البحري وضمان استدامة الموارد البحرية. حيث أكد الخبراء على ضرورة تعزيز التعاون بين التعاونية والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث، من أجل تطوير حلول أكثر كفاءة واستدامة في زراعة الطحالب وإنتاجها، مع احترام المعايير البيئية الدولية.
وسلّط المشاركون الضوء على الأثر الإيجابي للمشروع على البيئة البحرية، حيث يساهم في تقليل التأثيرات السلبية للصيد الجائر، وتعزيز التوازن البيئي للمحيطات عبر استغلال الطحالب بطريقة مستدامة، ناهيك عن حداث طفرة اقتصادية من خلال توفير فرص عمل جديدة للنساء في منطقة الناظور. فيما أشاد الحضور بالدور الحيوي للمؤسسات الداعمة للمشروع، والتي ساهمت في إنجاحه وتطويره، ومن بينها، وكالة التعاون الإسبانية الدولية (AECID)، والبنك الإسباني الدولي للطحالب (BEA)، والوكالة الوطنية لتربية الأحياء المائية (ANDA) ، ومؤسسة “نساء من أجل إفريقيا” ومراكز بحثية متخصصة في علوم البحار والأحياء المائية. فيما تم التأكيد على أن الشراكة بين المؤسسات المحلية والدولية ستظل أساسًا لاستمرارية المشروع وتوسيع نطاقه ليشمل مناطق ساحلية أخرى في المغرب، وربما على مستوى إفريقيا مستقبلاً.
وأوصى المتدخلون بأهمية تعزيز البحث العلمي والتعاون الأكاديمي بين التعاونية والجامعات، لتطوير تقنيات زراعة الطحالب. مع تشجيع الشراكات مع القطاع الخاص لزيادة فرص الاستثمار في هذا المجال. وكذا توعية المجتمع المحلي بأهمية زراعة الطحالب وتأثيرها الإيجابي على البيئة والاقتصاد. كما تمت التوصية بمواصلة الدعم المؤسسي من الجهات المانحة لضمان استدامة المشروع وتحقيق أهدافه على المدى الطويل. لا سيما وأن المشروع يؤكد أن المغرب يقود التحول نحو اقتصاد أزرق مستدام، حيث تكون المرأة في طليعة الابتكار والتغيير. كما يفتح افاقا جديدة أمام تعاونية المستقبل للطحالب البحرية التي تم تأسيسها عام 2019، بعد أن إطلقت فكرتها على متن الباخرة “Intermares” التي حطت رحالها في ميناء الناظور، لتكوين العديد من النساء في مجال الصيد البحري. ومن هناك وُلِدت الفكرة وبدأ التأسيس الرسمي للتعاونية في 30 مايو 2023.
يذكر أن حفل الافتتاح سجل حضور شخصيات ومؤسسات رئيسية، من بينها القنصل ممثل وكالة مرتشكا وممثل غرفة الصيد البحري المتوسطية، وممثل الوكالة الوطنية لتربية الأحياء المائية (ANDA)، إلى جانب ممثل وكالة Iasid، وكذا ماريا خسوس، المديرة العامة لمؤسسة “نساء من أجل إفريقيا” وعميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور، وممثلو مؤسسات دولية ومراكز بحثية متخصصة في علوم البحار والأحياء المائية.