طالبت هيئات مهنية تنشط في الصيد الساحلي وزارة الصيد، بالتدخل العاجل من أجل محاربة ظاهرة سمك الرابوز TROMPETTE، خصوصا بعد تنامي وجود هذا النوع من الأحياء البحرية، بكثرة في السواحل الجنوبية للمملكة، لا سيما بالمصيدتين “ب” و”س” ، وما نتج عنه من إنخفاض مردودية سفن صيد السردين جراء تواجد هذا الصنف بكثرة في مناطق الصيد .
ودعت كل من الجامعة الوطنية لهيئات مهنيي الصيد الساحلي، وجمعية البديل لمهنيي الصيد الساحلي في مراسلتين متفرقتين تم رفعهما للكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري ، الوزارة الوصية للتدخل بعجالة، من أجل محاربة هذا الصنف، وذلك عبر إستقدام سفن من طرف المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري خاصة بهذا الغرض. هذا فيما اقترحت الهيئات المهنية على الوزارة ، دراسة إمكانية فتح باب التطوع، من أجل صيد هذا الصنف، دون إحتسابه في الكوطة الإجمالية المسموح بصيدها وتوجيهه لمعامل دقيق السمك .
وكان المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، قد أكد في خلاصة تقريره حول ظاهرة الرابوز او ما يعرف بالمصطلح العلمي ، فصيلة “la bécasse de mer”، أن استغلال هذه الأنواع من الأحياء البحرية، يبقى هو الخيار الأمثل ، الذي من شأنه الحد من التوسع الكبير الذي يعرفه إنتشار هذه الفصيلة، بما يضمن محاصرة الظاهرة وتقليل القدرة التنافسية أو الغذائية أو المكانية للمخزون المستهدف ، مقارنة بالمخزونات الأخرى. حيث أشرف المعهد على إجراء إختبارات على صيد هذا النوع ، بتجريب صيده على متن سفن RSW. وهي العملية التي واجهت مجموعة من المشاكل التقنية. حيث دعا المعهد إلى ضرورة تثمين عملية الصيد وتطويرها بجعل تقنية الصيد، أكثر مواكبه لهذا النوع من الأسماك . وتكييف نظام شفط الأسماك من البحر لضمان سيولة “الرابوز” في الأنابيب..
وبالعودة إلى خلاصة التقرير فقد أكد المعهد أن السنوات الأخيرة سجلت طفرة في إنتشار كميات من سمك الرابوز ، على طول الساحل الممتد بين الرأس البيض وطرفاية . إذ سجل التقرير انه عام 2018 ، عرف ظهور الرابوز ، “la bécasse de mer” في مناطق الصيد للأساطيل الساحلية والبحرية بشكل تدريجي من الجنوب إلى الشمال. واستعمار المزيد من الشريط الساحلي للوصول إلى ما يكفي من عمق منخفض يصل إلى 50M .
وسجلت البيانات المحصلة من خلال الرحلة الإستكشافية التي قام بها المعهد في خريف 2018 وجود زيادة قدرها 152 ٪ مقارنة مع خريف عام 2017. إذ يولد استعمار”الرابوز”، لمزيد من مناطق الصيد في الأسطول التجارين، بذل جهد إضافي لتجنبه وصيد الأصناف التجارية. إذ ونتيجة لذلك ، اضطرت الأساطيل المتضررة، إلى اعتماد سياسة تغيير المناطق، أو فترات الصيد (ليلا ونهارا) بغرض تجنب أخذ هذه الأنواع غير المرغوب فيها ، والتي عادة ما يتم صيدها وحدها.
من أجل تقييم المخاطر المحتملة على توازن النظام البيئي الحالي، واتخاذ قرار الإجراءات الواجب اتخاذها لضمان استدامة واستقرار الأسهم الأخرى ، مثل أسماك السطح الصغيرة ، أجرت INRH الدراسات البيولوجية والبيئية على حد سواء الأنواع الرئيسية من الرابوز، إذ يتعلق الأمر Macroramphosus scolopax و Macroramphosus gracilis لفهم دورة حياتهم ، وبيئتهم وسلوكهم في السلسلة الغذائية. وهي الدراسات التي من المنتظر ان تتواصل بشكل معمق، من خلال الرصد عن طريق المسوحات الصوتية ومسوحات الجر؛ ودراسة الارتباطات مع الأنواع الأخرى؛ إلى جانب دراسة السلسلة الغذائية ؛ وكذا الدراسة الوراثية لدرجة القرابة بين النوعين ؛ ودراسة العلاقة مع البيئة الأوقيانوغرافية، وتأثرها بتغير المناخ.