عمدت سفن الصيد العاملة بالمياه المبردة RSW إلى إستغلال فترة الراحة البيولوجية التي أقرتها الوزارة الوصية بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة بكل من ميناء الداخلة وبوجدور ، في القيام بعمليات الصيانة والإصلاح و التأهيل، لتتمكن من استئناف نشاطها البحري بشكل سلس يتوافق مع شروط السلامة. حيث يشهد الرصيف -6 بميناء أكادير، رسو عدد مهم من السفن العاملة بالمياه المبردة، تخضع للأشغال الصيانة والإصلاح بالميناء .
وبات ميناء أكادير يحضى بثقة سفن الشركات المالكة لسفن RSW، خصوصا أن مجموعة من هذه السفن أصبحت وفية للحضور بشكل موسمي للخضوع لأشغال الصيانة والإصلاح ، حيث تراهن الشركات المسيرة لهذه السفن على الخبرة و الكفاءة المهنية، التي توفرها شركات الإصلاحات بميناء أكادير، التي تهم خدمات مختلفة من الصباغة، و التلحيم، والتشحيم، و تغيير الأجزاء، و إصلاح الآليات المختلفة.
وقال مصدر محسوب على سفن RSW ، أن ميناء أكادير يعد قبلة مناسبة للقيام بأشغال الصيانة، التي لا تتطلب رفع السفن إلى الأحوض الجافة في ظل محدودية هذه الأحواض بميناء أكادير ، وعدم قدرتها على تحمل هذا النوع من السفن، وهو ما يضطرها إلى الخضوع للإصلاحات الكبيرة بالموانئ الإسبانية ، هذه الآخيرة التي تواصل تقديم إغراءات للمجهزين المغاربة ، بالنظر لحجم التسهيلات التي يتم توفيرها بالأوراش الإسبانية .
وأوضح المصدر أن مسؤولي ميناء أكادير، لم يلتقطوا إشارة إهتمام هذه السفن بالميناء، وتفضيلهم لوجهة اكادير على الوجهة الإسبانية ، حيث أن القائمين على الميناء السوسي ، يضعون شروطا قد تعصف بهذه الوجهة ، من قبيل حصر مدة الرسو في 30 يوما قد لا تكون كافية لإتمام الأشغال، مع مطالبة الشركات المالكة بوضع ضمانات مالية في حدود 1000000 درهم تتم العودة إليها عند تجاوز السفينة لمدة الرسو المتفق بشأنها ، مع المطالبة بالتوقيع على دفتر تحملات بمجموعة من الشروط والإجراءات ترتبط بمدة الرسو والإستغلال، مع التشديد على عزل محيط السفينة بوضع سد عائم يمنع أي تسرب من شان الإضرار بالحوض المينائي.
وأضاف ذات المصدر ان المغرب هو اليوم في حاجة لدينامية من هذا النوع لتوفير الكثير من العملة الصعبة ، خصوصا وأن صيانة وإصلاح السفن تسهم في خلق دينامية حقيقية، وتوفر فرص شغل لليد العاملة المختلفة بالميناء، وهو توجه يبقى من الأهداف القوية للحكومة الجديدة التي بادرت بإطلاق ما يصطلح عليه ببرنامج أورش لتوفير المزيد من فرص الشغل. لدى وجب تقديم تحفيزات للإستقطاب السفن ومنع ترحيل هذه الخدمات للأوراش الإسبانية.
وأوضح المصدر أن رفع سفينة بالورش الجاف الإسباني يلتهم مبالغ كبيرة وبالعملة الصعبة ، لدى فمن غير المعقول أن تواصل سفن RSW واعالي البحار ، التوجه لذات الأوراش بالجارة الشمالية من أجل طلب خدمات يمكن توفيرها بالبلاد، إن تم توجيه عناية لهذا القطاع وتحسين خدماته، خصوصا وأن شركات الصيانة، المتواجدة بأكادير، تتوفر اليوم على مواصفات الأمن والسلامة المهنية. كما أصبحت تتصف باحترافية كبيرة، ومنهجية عالية، قي ظل ما تتوفر عليه من أطر مؤهلة في الميادين المختلفة .
ويعرف ملف بناء وصناعة وإصلاح السفن، نقاشا هاما على مستوى داوليب القرار، إذ يوجد توجه كبير في الأوساط المحلية، من أجل الإستثمار في أوراش صناعة وصيانة السفن ، تماشيا مع الإمتداد البحري الإستراتيجي للبلاد، بواجهتين بحريتين، وإنفتاحها على الخدمات المينائية، ما جعل منها قبلة لعدد كبير من السفن.
ويفرض هذا المعطى تعزيز هذه الدينامية، بالإنفتاح أكثر على الصناعات البحرية المرتبطة بقطع الغيار، وخدمات الصيانة والإصلاح الموجهة لهذه السفن ، والتي من شأنها تحقيق عائدات مالية مهمة وبالعملة الصعبة ، ستكون لها إنعكاسات إيجابية على تعزيز جادبية الموانئ المغربية ، وتتيح إستفادة إقتصاد البلاد. هذه الآخيرة التي تتوفر اليوم على أسطول بحري مهم في قطاع الصيد، يحتاج للعصرنة والتحديث.