يواجه بحار يرقد حاليا بمستشفى بلمهدي بالعيون مصيرا مجهولا ، بعدما تخلى عنه الجميع ، بما فيهم مسؤولي مركب الصيد الذي كان يشتغل على ظهره قبل إصابته في حادثة شغل أتى على كفه الأيمن .
و تداول ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع ، صور البحارة من داخل مستشفى بلمهدي بالعيون ، حيث يرقد بعدما كان قد أًصيب في حادثة شغل في أحد مراكب الصيد بالجر ، على مستوى يده مند حوالي شهر ، و لازال إلى حد كتابة هده السطور قابع في نفس المستشفى دون اعتبار ، و لا التفاتة من مجهز المركب ، أو التمثيليات المهنية الكثيرة .
وأثارت الحالة المزرية حفيظة البحارة، هؤلاء الدين عبروا في تصريحات متطابقة، عن سخطهم و تدمرهم الشديد من الاستهتار بكرامة رجال البحر ، و احتقارهم في صورة تنم عن القيمة الرخيصة، التي يتم التعامل بها مع البحار ، و استغلاله عندما يكون قادرا على العمل و الكد في أخطر المهن ، و التخلي عنه ببساطة عندما يمرض أو يتعرض إلى حادث، كأنه سلعة رخيصة لم تعد صالحة بتاتا للاستعمال وفق ذات التصريحات .
و قد تدخل بعض زملاء البحار في العمل ، و قاموا بزيارته في المستشفى ، كما وجهوا نداءات إلى ذوي القلوب الرحيمة في مجموعات مهنية بموقع التواصل الإجتماعي واتساب، من أجل مساعدة البحار المصاب على الأقل، في توفير قيمة أضحية العيد، لإرسالها إلى أسرته البسيطة بمدينة أسفي. كما أن هناك مساعي حثيثة و تدابير و جهود من أجل محاولة نقله من مستشفى مدينة العيون ، إلى إحدى المصحات بأكادير ، لمتابعة حالته عن قرب ، و تقصير المسافة التي تبعده عن أهله و ذويه ، خاصة مع فترة مناسبة عيد الأضحى .
و قال أبعمران، وهو بالمناسبة بحار يتابع حالة زميله المصاب من مستشفى بلمهدي بالعيون في تصريحه للبحرنيوز ، أن نداء التكافل للمساعدة لقي نوعا من الإقبال لدى البعض من الربابنة ، و بدأت تصل المبالغ المالية ، التي خلقت نوع من الدفء ، و رفعت معنويات البحار المصاب.
و يعاني البحارة وفق تصريحات عدد من هؤلاء، من غياب الرعاية الاجتماعية ، و غياب اهتمام الجهات المفروض فيها متابعة حالة البحارة، و متطلباتهم و حاجياتهم الصحية و النفسية و الخدماتية ، و خاصة على مستوى التوجيه بعد تعرضهم إلى الحوادث. حيث تتابع مصادر متطابقة أن البحار يتيه وسط مجموعة من الإجراءات الإدارية ، بين المستشفى و شركات التأمين ، و أكثر داخل سراديب المحكمة، في حالات تحديد نسب العجز عن الحوادث. و هو معيار للمسؤولية المعنوية و الأخلاقية للوزارة الوصية ، و للحكومة و التمثيليات المهنية، التي لازالت تبارح الطرق الكلاسيكية في التعامل مع البحار في ظل دستور 2011 الذي يراهن على المقاربة التشاركية و الحكامة الجيدة .
و تابع بعمران حديثه بالقول ، إننا كبحارة ندين للمجهزين الدين نشتغل في مراكبهم بالجانب الإنساني على الأقل ، و كوننا شركاء في الإنتاج يؤهلنا في الاستفادة ، بل يلزم المجهزين بالاهتمام و الاعتناء بمثل الحالات، بدل سلك طريقة الاستجداء لتوفير أضحية العيد.
وسجل المصدر أن طابع الاتكالية على ما تقدمه شركات التأمين ،هو أسلوب إضافي يخفي معالم التدهور الناجم عن تحديد المسؤوليات ، في الوقت الذي كان من اللازم إسناد الرعاية الاجتماعية للبحارة إلى قواعد مهنية دقيقة، من حيث تصنيف المشكلات، والحاجات الاجتماعية والصحية والاقتصادية. وتشخيصها تشخيصا علميا دقيقا يضيف المصدر وإحالتها إلى الجهات المختصة. في أفق بلورة خطة علاجية تؤهل البحارة، وترفع من مؤهلاتهم الاجتماعية والذاتية، عبر تلبية حاجاتهم الأساسية أولا يشير بعمران، ، ثم توجيههم وتعريفهم بالوسائل والإمكانيات التي تخرجهم من دائرة الحاجة أو التأزم إلى رحابة الاكتفاء والانفراج .