تم صباح اليوم السبت بدار البحار بميناء أكادير تجديد الثقة في صباح بوفزوز لمواصلة قيادة جمعية الأمل لأرامل وأيتام البحارة، في جمع عام إستثنائي تميز بحضور مجموعة من الفاعلين يتقدمهم رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى فؤاد بنعلالي مرفوقا بالكاتب العام لذات الغرفة عزيز عباد.
وجاءت إعادة إنتخاب صباح بوفزوز ، في سياق تميز بدخول الجمعية في مجموعة من المشاكل والبوليميك والمناوشات الكلامية مع أطراف من خارج مكتب الجمعية ، التي هددت بنسف هذا الإطار الإجتماعي، ما جعل رئيسة الجمعية وكذا أمينة المال تعلنان تقديم إستقالتهما من المكتب المسير ، بعد أن أصبح المكتب المسير يتعرض لمجموعة من المضايقات والتهديدات والإبتزاز وفق ما اكدته بعض مكونات الجمعية، وكلها معطيات جعلت هذا الإطار غير قادر على مسايرة وثيرة الإشتغال ، ما عجّل بعقد هذا الجمع العام بعد مرور عام ونصف فقط عن التأسيس، في وقت كان القانون الأساسي يمنح سنتان للولاية التسييرية.
وبعد دخول بعض أصحاب النوايا الحسنة على الخط ، تم إحتواء المشاكل التي إعترضت المكتب مؤخرا، مع تقديم وعود بتقديم المساندة في تنزيل برامج الجمعية ، وإقناع الرئيسة صباح بوفزوز بمواصلة المشوار والعدول عن إستقالتها. وهو ما زكاه الجمع العام. حيث أجمعت مكونات المكتب الحاضرة للقاء وكذا المنخرطات والداعمين على هذه “الأرملة ” في مواصلة المشوار، وتعزيز دينامية الجمعية للقيام بأدوارها المجتمعية في خدمة أرامل وأيتام البحارة . بل وأكثر من ذلك تم توسيع نطاق االإشتغال من البعد الجهوي إلى البعد الوطني، بالإنفتاح على موانئ جديدة ، وفق إسترتيجية تراهن على العمل الجماعي، وتحقيق المكتسبات للشريحة المستهدفة بمختلف موانئ المملكة. وذلك لإختصار الجهد على المستوى الجغرافي، وربح الوقت في المرافعة والتحرك لصالح الأرامل والأيتام .
وعرف اللقاء تقديم حصيلة المكتب على مستوى الأنشطة التي طبعت فترة الإنتداب، وكذا المداخيل المحققة التي بلغت أزيد من 33 مليون سنتيم ، ضمنها 25 مليون سنتيم تم تحصيلها في إطار شراكة مع إحدى الجمعيات الإجتماعية المانحة ، فيما باقي المداخيل هي عبارة عن هبات وإمدادات من المحسنين، ومعها المصاريف المالية المترتبة عن النفقات المختلفة المرتبطة في عمومها بخدمات إجتماعية، موجهة لشريحة أرامل البحارة وأيتامهم، والتي تواجه وضعية الهشاشة. حيث إستهلكت المبادرات التي سجلها التقرير الأدبي، ما يفوق 32 مليون سنتيم. فيما تبقّى في حساب الجمعية، أزيد من اربعة ملايين سنتيم، بالنظر لكون المصاريف المعلنة ضمنها ما تكلفت به جهات معينة .
وحمل اللقاء مجموعة من المقترحات الرامية لتطوير الأداء ، من قبيل إعلان فؤاد بنعلالي وعزيز عباد بصفتهما كمجهزين في أعالي البحار ، التوجه نحو توقيع إتفاقية مع الجمعية، تنص على تكفل شركات أعالي البحار، بأسرة البحار الذي يقضي في حادث أو مرض على ظهر سفينة الأعالي، إلى حين تسوية المساطر الإدارية التي تتيح لأسرته الولوج لخدمات التأمين . فيما دعا محمد مومن رئيس الكنفدرالية العامة لربابنة وبحارة الصيد الساحلي بالمغرب ، مجهزي الصيد الساحلي إلى الإنخراط بقوة في دعم هذا الإطار الإجتماعي، لأن أغلبية الأرامل والأيتام هم لبحارة في الصيد الساحلي. وأعلن ذات المصدر إلى جانب مجهزة معروفة في الصيد الساحلي العمل على تخصيص إقتطاع دائم لصالح هذه الجمعية وعبر القنوات الرسمية ، عاقدا بذلك أمال كبيرة في أن تشكل هذه المبادرة قافلة، تقود مجهزي الصيد الساحلي إلى سلك نفس التوجه لانتشال شريحة واسعة من أرامل وأيتام البحارة من وضعية الهشاشة.
وأجمع مختلف المتدخلين في اللقاء على الجهود الكبيرة التي قامت بها جمعية الأمل في هذه المرحلة التأسيسية، بقيادة صباح بوفزوز، سواء في الترافع على مجموعة من الملفات الحساسة، أو الإهتمام بالأيتام ومحاولة إدماجهم في القطاع، إلى جانب التكفل بعدد من الأرامل في الإستشفاء والتطبيب. لكن يبقى النجاح الكبير الذي حققته الجمعية حسب فؤاد بنعلالي هو إسماع صوت أرامل البحارة وابنائهم في الكثير من المحافل ، حتى أصبحت هذه الشريحة محط نقاش جاد في وسط الفاعلين. وهي أرضية صنعتها الجمعية ويجب إستثمارها بشكل أكبر في القادم من المراحل. بما يتيح الإهتمام أكثر بالأرامل والأيتام . ويمكنهم من العيش الكريم إنسجاما مع التضحية الكبيرة التي قدمها أزواجهن في خدمة قطاع الصيد . “وهم اليوم مسؤوليتنا جميعا” يشير رئيس الغرفة.
وضم مكتب الجمعية إلى جانب صباح بوفزوز الرئيسة، خديجة حرات نائبة لها في هرم المسؤوليات بالمكتب الجديد ، ومريم بوراري أمينة المال تنوب عنها رحمة أفخار. فيما تم التصويت على رانا العباس في الكتابة العامة للجمعية بمساعدة من عليا جدي . في حين إتخذ المكتب الجديد مستشارة واحدة، يتعلق الأمر بخديجة أيت التهامي. كما تم تعيين مدير إداري للجمعية وهو عبد الرحيم احمامو.