إحتضنت قاعة الاجتماعات بمندوبية الصيد البحري بميناء الناظور صباح اليوم الخميس 23 فبراير 2023، اجتماعا تشاوريا في سياق التحضير التشاركي لإنجاز محمية الأسماك بمنطقة “راس وراك” أو ما يعرف ب “المدارات الثلاثة” التابعة لإقليم الناظور. وذلك ضمن الإستراتيجية الوطنية للمحميات بالبلاد، المدعومة من طرف البنك الدولي بشراكة مع قطاع الصيد البحري والتي تهم إنجاز ثلاث محميات جديدة بسواحل المملكة .
وعرف اللقاء حضور لجنة مركزية من قطاع الصيد البحري، إلى جانب مصالح مندوبية الصيد البحري بالناظور والمديرية الجهوية للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ، وأعضاء عن غرفة الصيد البحري المتوسطية، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن التمثيلات المهنية للصيد البحري التقليدي والساحلي بالمنطقة. إذ شكل اللقاء مناسبة لتقديم المشروع الواعد، وأهميته بالمنطقة الشرقية ، حيث وقع الإختيار المبدئي على منطقة “رأس ورك”، التي تعرف نشاطا مهما للصيد التقليدي، بإعتباره المصدر الرئيسي للدخل لدى سكان المنطقة ، إذ تؤكد الأرقام ، نشاط 70 قارب بسواحل المنطقة ، تشغل في عمومها 250 بحارا ، فيما تعد الأنواع الرئيسية المستهدفة من طرف هذا الأسطول هي الأخطبوط والميرو والبوري .
وأكد سعيد الرايس عضو غرفة الصيد البحري المتوسطية في تصريح للبحرنيوز، أن اللقاء قدم إشارات إيجابية للغاية، بخصوص إستعادة المصايد المحلية وضمانة إستدامة الأنواع ، خصوصا وأن المنطقة التي تم إقتراحها لإنجاز المحمية تبقى إسترتيجية ، وسيكون لها إنعكاس إيجابي على الوسط البحري المحلي . وأضاف الفاعل المهني في قطاع الصيد البحري بالمنطقة الشرقية ، ان الأجمل هو أن التمثيليات المهنية تكاد تكون مجمعة على أهمية هذه الخطوة العقلانية، لما لقيته من ترحيب لدى التمثيليات المهنية. وهو ما يؤكد الوعي الحاصل لدى الوسط المهني، الطواق لإستعادة مصايده التقليدية، التي تواجه الكثير من التحديات في السنوات الآخيرة.
وأوضح المصدر ان اللقاء الذي إكتسى طابعا تواصليا محضا، ستليه لقاءات مماثلة لتوسيع النقاش والتشاور، خصوصا وأن إنجاز المحمية يحتاج لمجموعة من الخطوات، في سياق المواكبة الميدانية والمقاربة التشاركية، لتنسيق التوجهات والجهود مع مختلف المتدخلين من سلطات وهيئات ومؤسسات معنية، إبتغاء للإلتقائة على مستوى التخطيط والتنفيذ، والتي تبقى مرتبطة بالعملية التشخيصية، التي تستهدف السواحل المعنية بالمشروع، سواء على المستوى البيولوجي أو الإيكولوجي . وكدا الدراسات السوسيو اقتصادية للمحمية المنتظرة .
وتركز الجهات المختصة على إستبيان رأي المهنيين بخصوص مجموعة من المعايير، من حيت درجة الأهمية على مستوى المنطقة المعنية، خصوصا وجود موائل حساسة أو مهمة للأنواع المهددة او الأراضي الرطبة، ووجود موائل مهمة لصيد الأسماك المناطق الصخرية، وكذا مناطق بدون شباك جر، وتقييم الإستمرارية الإيكولوجية مع المناطق المحمية الأخرى، مع الوقوف على وجود مناطق الحضانة أو الأسماك الصغيرة، أي مناطق التفريخ أو وجود مناطق تعتبر مصدر للأنواع السمكية المهمة.
وتراهن إدارة الصيد التي كانت قد إختتمت شهر أكتوبر الماضي، أشغال التحضير التشاركي، لإنجاز محمية أسماك بمنطقة سوس ماسة ضمن دات المشروع، تراهن على توسيع نطاق المحميات البحرية لتحقيق الأهداف الإحيائية والإيكولوجية، الرامية لتحسين المعرفة بالنظم البيئية، وحماية الموائل البحرية، وإعادة تأهيل مناطق الصيد المتضررة، وحماية التنوع البيلوجي، إلى جانب حماية الموارد السمكية الأكثر استغلالا. خصوصا وأن النتائج المحصلة من المحميات البحرية الثلاثة بكل من محمية البوران، وموكادور، ومحمية ماسة، تقدم مؤشرات مهمة، سواء على مستوى مفرغات الصيد، و كذا إستعادة بعض الاصناف السمكية بعد غياب طويل.