توالت عمليات تاروحيت من الموانئ الجنوبية تدريجيا مع اقتراب أيام عيد الفطر وذلك حسب قرار ربابنة المراكب بين التوقف عن الإبحار أو مواصلة رحلات الصيد طمعا في مزيد من المداخيل ، لتدارك الأيام العجاف .
ولوحظ اكتظاظ كبير أمام مكاتب الحسابات داخل وخارج ميناء أكادير، الخاصة بتصفية الحصص المالية للبحارة عن فترة العمل ( البياخي ) التي اشتغلوها ، حيث تحظر الأطقم لمتابعة تفاصيل العملية من المبيعات و المصاريف المختلفة، لاستخراج القيمة المالية أو “الباي” بلغة البحارة التي تعني الحصة المالية الواحدة لكل بحار في كل مركب صيد .
واستقت البحرنيوز آراء بعض البحارة الدين اشتغلوا بميناء طانطان، حول ظروف العملية ، حيت أعراب أحد بحارة مركب سردين في تصريحه للجريدة قائلا ، “الحساب خرج مزيان الحمد لله ، و “الباي مكمح” أي الحصة المالية مهمة “لأننا اشتغلنا بسيدي افني وبعده ميناء طانطان، مؤكدا ان البيع المتراكم فاق 100 مليون سنتيم. فيما صرح لحسن مول لكرياج أي المكلف بعمليات وزن و بيع مصطادات المركب للبحرنيوز مبديا فرحته العارمة ورضاه عن الحصص المالية التي حصل عليها أفراد طاقم المركب ، مؤكدا في ذات السياق أن هناك بعض الملاحظات حول ( الديبير ) أي بعض المصاريف المالية التي تم صرفها مقابل خدمات قدمت للمركب ، أو تلك المقدمة لأجل الرفع من القيمة المالية في عمليات الدلالة لسمك الأنشوبة ، والتي لا يمكن إثباتها بوصولات أو فواتير، ما يجعل من الصعب جدا إقناع جميع البحارة، “الهضرة فيك فيك واخا يديرو مليار في الباي ” يقول لحسن .
إلى ذلك كشف البحار امحند الذي يشرف على “الكوبة” في أحد مراكب السردين ، تدمره الشديد حول طريقة تصفية لحساب ،حيث يعمد البعض إلى عدم التفصيل في المداخيل والمصاريف من قبيل ” المازوط و الكاشطي و الديبير ” ليتم توزيع أظرفة بريدية على البحارة “كل واحد و الباي ديالو بحال القمارة ” يقول أمحند ، لينصرف كل واحد لحال سبيله . نفس التدمر بدا واضحا على محيا البحار عبد الله، الذي يشتغل كخياط إحتطياطي على ظهر مركب، الذي عبر عن سخطه للبحرنيوز من طريقة التقسيم ، بعد الإحجام عن منحه زيادة توازي مجهوداته طيلة رحلة الصيد إسوة بباقي المراكب ، متهما “مول لكرياج” بكونه الآمر الناهي ويتصرف عن هواه. وفي وقت يصر عبد الله على التأكيد بأن الحساب كان جيدا ، يسجل بالمقابل أن نصيبه طاله نوع من الإجحاف، متوعدا القائمين على الحساب بتقديم شكاية لدى مندوبية الصيد البحري ، رغم معرفته الأكيدة ،أن صفة خياط تبقى كمهمة على ظهر المركب غير محسوم في صفتها على مستوى سجل البحارة.
وفي موضوع متصل سجل عدد من البحارة في تصريحاتهم للبحرنيوز أن هذا الموسم “البياخي” قد تميز بتراجع عدد أيام العمل بشكل كبير بسبب سوء الأحوال الجوية ( المنزلة كثيرة هاد العام ) إلا أن ذلك لم ينعكس سلبا على مدخولهم المالي بسبب تنوع المصطادات التي جادت بها الرحلات المعدودة وتراجع حجم المحروقات . فقد سجل ابراهيم بولاشكا كواحد من بحارة الصيد الساحلي ، أنه لم يلتحق رفقة زملائها بميناء الوطية إلا في الأواخر، و كان لنا نصيب مهم من أسماك لنشوبة يقول إبراهيم ، لكن بعد الاكتظاظ الذي سجله الميناء بفعل ارتفاع عدد المراكب ( البورباج )، كانت كميات السردين التي تجلبها المراكب يؤكد المصدر، تجد طرقها إلى معامل الدقيق، بسبب عدم وجود أماكن كافية في الأرصفة لتفريغ الأسماك ، سيما بعد الانتظار لساعات طويلة، حيث تفقد معها الأسماك طراوتها و تنافسيتها .
و تبقى الخلاصات كثيرة حول الظروف التي تمر فيها عمليات تصفية حصص البحارة من مبيعات المراكب ، بين سلوكيات المسؤولين عنها و بين القوانين العرفية المنظمة للعملية ، بحيث أن مجمل الأراء التي استقيناها كانت تلح على ضرورة إعادة النظر في طريقة الحسابات المالية ، كتحويل حصص البحارة عبر حساباتهم البريدية أو البنكية، والإكتفاء بشرح المعاملات أو ورقة تقنية تصل لكل طاقم على حدة ، لوضع حد للمشاكل المترتبة عن بعض الخروقات …
و يطغى التساؤل بشكل كبير حول متى يحين الوقت الذي تتعاطى معه الجهات المعنية لضبط عمليات لحساب من مبيعات المراكب ، و تصفية الحصص المالية للبحارة، لتفادي الاصطدامات الكثيرة التي تولدها الخروقات بين البحارة و المجهزين و كذا الربابنة .
ما دام هناك التهريب والبيع خارج الأسوأق بالجملة ( الكابي ) وغياب.المراقبة من طرف المندوبين الخواض في التصريح الخواض في البيع الخواض في الباي .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟