بعد بثره يد بحار تقليدي بسواحل العيون .. “التروي” يثير نقاشا قويا في الأوساط المهنية

لا حديث في الأوساط المهنية ومعهم المهتمين بالشأن البحري  صباح اليوم سواى عن “التراي” أو  “التروي” أو “الترول”، وهو بالمناسبة  الجهاز الذي أصبح يستعمل في سحب شبكة الصّيد  من البحر على ظهر قوارب الصيد التقلدي، وذلك بعد  الحادث الأليم، الذي تسبب في بثر يد احد بحارة الصيد التقليدي مساء أمس بسواحل بالعيون .

وعلّق الرامي طيرة وهو بالمناسبة مرشد بحري في قطاع الصيد، أن هذا الإستعمال الذي يساءل من الناحية القانونية ومدى السماح به أو الترخيص له ، هو يطرح الكثير من الأسئلة بخصوص مدى إعتراف مصالح السلامة البحرية به، وهل تقوم بتفتيشه؟ وما مدى جاهزيته وتوفره على معاير سلامة الإستعمال على ظهر قارب صغير؟ حيث أوضح المرشد البحري في تدوينة توصلت بها البحرنيوز، أن هذا  “التروي” يمكن في غالب الاحيان أن يكون من اسباب غرق الزورق، خصوصا عند وغل الشباك في البحر أو الفأس في البحر. 

وأصبحت مجموعة من القوارب تستعين بهذه الوسيلة، التي تخفف من مهام سحب الحبال والشباك ، خصوصا وأن هذا الجهاز تحول من طابعه اليدوي إلى طابعه الآلي ، فيما تطورت إستعمالات “التروي”  على ظهر القوارب وتمددت، لتكون فاعلا أساسيا في عمليات الصيد ، في سياق التطور الذي يعرفه قطاع الصيد التقليدي، الطامح نحو التخلص من جلبابه التقليدي وتقنياته البدائية ، للإستفادة من المكننة ، وما يجدّ من تكنولوجيا لتخفيف أعباء الصيد بما يحمله من مشاق، وتيسيرها. غير أن هذا الوسائل، هي عادة ما تحتاج للكثير من الترتيبات والمعارف، لأن وضعها على متن القارب يتطلب دراسة دقيقة للحفاظ على توازن القطعة البحرية،  وتوفير مسافة الأمان الكافية، حتى لا تكون لها تأثيرات سلبية على سلامة القوارب ، ومعها الأطقم البحرية، خصوصا وأن القوارب تبقى ذات أحجام صغيرة، يصعب معها الإعتماد على مجموعة من الأليات.

ويشدد الكثير من الفاعلين على ضرورة عصرنة وتأهيل قوارب الصيد التقليدي، بالشكل الذي يستجيب لتطلعات البحارة ويحفظ كرامتهم ، ويوفر لهم ظروف جيدة للاشتغال على متن القوارب، دون التأثير على مجهود الصيد. إذ  هناك إجماع على الإنتقال من القوارب الخشية إلى قوارب البولستير، مع التأكيد على رفع سعة القوارب بما يخدم التحديث والعصرنة ، والترخيص بإضافة مجموعة من المعطيات التقنية في هندسة القوارب ، لضمان نوع من الكرامة الإنسانية للبحار، وتوفير الظروف المناسبة للإشتغال ، خصوصا في الظرف الجوية الصعبة .

وفقد بحار مساء أمس الخميس كفه على متن قارب الصيد التقليدي ”زين الدين”، المسجل تحت رقم 2054-10، بعد أن أصيب بضربة قوية على مستوى يده اليمنى، بواسطة (التروي)، عندما كان يقوم بمهامه حيث ظلت اليد عالقة في الشباك في مشهد مرعب لا تتحمله الأعين ،  كما  أن  قوة الضربة، كانت لها تأثيرات جانبية على البحار، الذي فقد توازنه ليسقط أرضا من حدة الألم.

وينضاف هذا الحادث النوعي إلى مجموعة من الحوادث التي طبعت الساحة المهنية في الفترة الأخيرة، والناجمة في مجملها عن أخطاء بشرية، في ظل محدودية المعارف والتأطير في كل ما يخص خطورة المهنة والحوادث المسببة فيها، وعدم إهتمام البحارة بالتكوين المستمر حول الوسائل والطرق الإيجابية، التي من شأنها التقليل وخفض عدد الحوادث في القطاع. على الرغم من كثيرة الدورات الإرشادية التي عادة ما يقوم بها المرشدون البحريون ، لتحفيز الممارسات الإجابية، والإرتقاء بمفاهيم السلامة البحرية، للحد من خطورة الحوادث البحرية بالسواحل المغربية .