دقت جهات مهنية ناقوس الخطر بخصوص الإستنزاف الذي يطال قنفد البحر، كواحد من الكائنات البحرية التي تساهم في الإستقرار البيئي والتنوع البيولوجي بسواحل المملكة، خصوصا وأن هذا النوع الإحيائي البحري يساهم في إستقرار الوسط البحري.
وكشفت جهات مهتمة أن جني قنفذ البحر، تحكمه العشوائية المطلقة، حيث بعد أن كانت هذه العملية تتم عبر الاقدام، فقد انتقلت في السنوات الآخيرة داخل بعض المناطق الساحلية، إلى الجني بأدوات متطورة، والغطس لأعماق مهمة بإستعمال الأكسجين وكذا إستعمال القوارب، خصوصا بعد النقص الحاصل على مستوى السواحل .
ونبهت ذات المصادر إلى خطورة هذه السلوكيات على التوازن البيولوجي والتنوع بالسواحل البحرية، خصوصا وأن هذا التوجه الجديد في الجني، الذي أصبح يجتاح المناطق التي تعرف وفرة في هذا النوع من الأحياء البحرية، هو يتم بشكل غير مراقب، سواء على مستوى الجني او التسويق، خصوصا تؤكد ذات المصادر، أن المنتوج البحري بعد جنيه، يتم نقله لأماكن أخرى، من أجل إزالة الأحشاء والأعضاء المتواجدة بداخله بطرق عشوائية وتجميده.
ويعمد عدد من الوسطاء إلى إستغلال ضعف ساكنة المناطق الساحلية، لاسيما القروية منها في إستمالتهم للإشتغال على جمع وصيد قنفذ البحر ومعالجته، مقابل دراهم محدودة للكيلوغرام، حيث كشفت مصادر عليمة أن مراقبة السواحل ومداهمة المشتغلين من رجال ونساء في التصدي للإستنزاف الذي يطال هذا النوع من الأحياء البحرية هو غير كافي ، حيث أن توقيف المد الذي يطال القنفذ، يجب أن يكون على مستوى التدقيق في قنوات متقدمة من الإنتاج وصولا للتصدير.
وأضافت المصادر المطلعة أن قناة كبيرة تضم عددا من المتدخلين في شكل من متشابك، هي تشتغل في جمع القنفذ البحري ومعالجته ونقله وتجميده، بشكل يفتقد للضوابط القانونية ، وكذا معطيات السلامة الصحية ، حتى ان المهربين يعمدون إلى تمرير شحنات كبيرة من القنفذ بوثائق مخالفة، خصوصا وأن هذه الشحنات توجه في غالبيتها نحو عدد من الدول الأسيوية. هذه الآخيرة التي تتساهل على عكس السوق الأوربية المشتركة ، في تعاطيها مع مصدر المصطادات، ولا تطلب عادة شواهد تثبت المنشأ. بل أكثر من ذلك فهذه الدول أصبح لديها وسطاء يقومون بتدبير العملية التجارية، والحصول على أكبر قدر ممكن من هذا النوع من الأحياء البحرية، لتصديره لدولهم ، غير آبهين بظروف الإنتاج .
ويعد قنفذ البحر من الحيوانات البحرية اللافقارية شائكة الملمس، الكروية المظهر، والمعروفة بنهمها بإعتبارها تتغذى على كل من الحيوانات والنباتات، وهي تفضل بالأساس الطحالب المنتشرة فوق الشعاب المرجانية والصخور، إضافة إلى مخلوقات بلح البحر والاسفنج والأجسام المتحللة كالأسماك النافقة، كما ويوجد لديها العديد من المفترسات في بيئتها البحرية كالسرطانات والأسماك وثعالب البحر والطيور، وفي بعض البلدان تحصد أنواع من القنافذ البحرية وتقدم أعضائها الداخلية كأطباق شهية خاصة في اليابان.