بعد مرور عامين من حظر صيد شقائق البحر “Anemonia sulcata” بالمنطقة المتوسطية، بفعل الوضعية التي كان يعاني منها هذا الكائن البحري ، أفرجت كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري مقررًا وزاريًا ينظم تدابير تهيئة وصيد وجمع وتصريح ونقل وتسويق شقائق النعمان البحرية بالبحر الأبيض المتوسط.
وحدد المقرر الجديد مناطق صيد شقائق النعمان البحرية في منطقتين يتعلق الأمر بالمنطقة البحرية 1 التابعة لمندوبية الصيد البحري بالفنيدق الممتدة بين أزلا وواد لاو، والمنطقة 2 التابعة لمندوبية الصيد البحري بالجبهة بمنطقة تارغا، مع منع استغلال المنتوج خارج هاتين المنطقتين. حيث يُحظر استغلال شقائق النعمان البحرية في المناطق الممتدة من الشماعلة غلى الجبهة كما تم التنصيص على راحة بيولوجية في الفترة الممتدة من 1 مارس إلى 31 مايو 2025.
وحدد القرار كوطا إجمالية في حدود 72 طن موزعة بين المنطقتين ، حيث تحضى المنطقة الأولى (بين أزلا وواد لاوا) بنصيب الأسد ب52 طن، والمنطقة الثانية (تارغا) 20 طن . حيث تم تحديد الوزن التجاري الأدني في 15 غرام وزنا لكل فرد . فيما يتم صيد شقائق النعمان البحرية عن طريق الفوص باستخدام سفن الصيد التي تبلغ حمولتها الإجمالية أقل من أو تساوي 3 أطنان وفقا لمجموعة من الشروط ، ضمنها ان تكون مسجلة طبقا للقوائين الجاري بها العمل وحاصلة على رخصة صيد صالحة لسنة 2025 طبقا للشروط المنصوص عليها بالمرسوم المنظم ، مع التنصيص على تفريع شقائق النعمان البحرية في الموقع المدكور برخصة الصيد.
ويلزم المقرر الغواصين بضرورة التوفر على « رخصة صيد خاص بشقائق النعمان البحرية بالغوص» صادرة عن مندوب الصيد البحري للمنطقة البحرية المعنية . علاوة علي ذلك، يحظر صيد شقاثق النعمان البحرية عن طريق الغوص باستخدام معدات التنقس (الزجاجات، القارورات من نوع نرجيلي…)، كما يمنع صيد شقائق النعمان البحرية سيرا على الأقدام، أى باستخدام إطار هواني، أو أي جهاز تنفس ، أو أي نوع أخر من المعدات.
وتؤكد الكوطا الممنوحة للموسم الجديد السياسة التقشفية في التعاطي مع هذه المصيدة التي واجهت الكثير من التحديات في السنوات الأخيرة ، ما دفع بالوزارة الوصية إلى حماية النوع البحري لمدة عامين كاملين، فيما كان قطاع الصيد البحري قد رخص لصيد 92.5 طن من شقائق البحر بالمنطقة المتوسطية خلال 2022 ، وهي كوطا قد إتسمت بالتراجع مقارن مع 2020 ، التي كانت قد عرفت إقرار كوطا بحجم 126 طن. وهو تراجع كان له تأثير على الفاعلين المهنيين على مستوى المتوسط، الذين عبروا عن إمتعاضهم من نذرة شقائق البحر بالمناطق المحددة للصيد.
ووتعد شقائق البحر حيوانات بحرية رخوية سامة، ذات شكل يشبه الزهرة، ولها العديد من اللوامس السامة، وتعيش على أعماق لا تتجاوز الـ50 مترا تحت سطح الماء، وتعيش في المياه الدافئة، ويمكن أن يصل عمر هذه الحيوانات إلى ما يقارب 50 عاما. حيث أوضح الباحثون أن شقائق النعمان تحتوي على “الببتيدات”، وهي مركبات كيميائية تتكون من الأحماض الأمينية ذات النشاط الفسيولوجي العالي، ما يسمح لها بتنظيم العمليات البيولوجية المختلفة.