لازال الغموض يلف فقدان طاقم صيد متمرس على متن قارب للصيد التقليدي “الصالحة-3” منذ 25 غشت المنصرم، بعد إنطلاقه في رحلة صيد بالسواحل المحلية لأكادير، حيث يغلب مهنيو الصيد ومعارف المفقودين فرضية الهلاك غرقا، بعد أن تعدر الإتصال بالمفقودين طيلة الأيام التسعة الماضية ، وكذا القرائن التي تم العثور عليها من قبيل صندوقين لتجميد المنتوجات السمكية يحملان اسم ورقم قارب الصيد “الصالحة-3” قبالة مياه أكلو ، وخزان المحروقات الذي تقادفته الأمواج يشاطئ سيدي بولفضايل.
وكشفت مصادر مهنية أن البحارة الثلاثة الذين يشكلون طاقم القارب ، هم رجال متمرسون في المهنة و”معقولين” مستبعدة شبهة الإنخراط في عمل مشبوه من قبل الهجرة السرية . فيما قوت ذات المصادر فرضية تعرضهم لحادث إصطدام مع أحد مراكب الصيد ، او غمرت مياه مباغثة القارب “داز من فوقهم الماء” يقول أحد البحارة. وهو ما عجل بغرق “الفلوكة” ، قبالة مياه بوالفضايل . حيث رجحت ذات المصادر ان تظهر جثث الضحايا بين أكلو وسيدي إفني .
وينحذر البحارة الثلاث من إقليم الصويرة وهم على التوالي مصطفى كونبي ربان ومجهز القارب متزوج وله خمسة أبناء ويقطن حاليا بتدارت، وعزيز العيساوي متزوج أيضا وله ولدين، وعبد اللطيف بن عرب أب ثلاث أبناء، يقطن حاليا بإقليم شتوكة ايت باها . حيث أطلقت أسر الضحايا التي تعيش على وقع الصدمة ، جراء هذه الفاجعة ، نداء لأطقم الصيد من أجل العمل على تمشيط المناطق، التي يرجح أن تكون مسرحا للحادث الأليم ، عسى أن تمكن هذه العملية من العثور على جثث المفقودين .
إلى ذلك تتطلع أسر الضحايا إلى إلتفاثة إجتماعية على غرار تلك التي ظلت تطبع الساحة المهنية في السنوات الآخيرة، بعد غرق مراكب الصيد الساحلي ، من أجل التخفيف من فاجعة الأسر المكلومة، وكذا تمكيمها من دعم يساعدها على الدخول الإجتماعي الجديد، بعد فقدان معيليها. وهي خطوة يمكن أن تتبنها جمعية الأمل لأرامل، وأيتام البحارة بميناء أكادير، عبر التأسيس لنداء في هذا الإتجاه ، خصوصا وأن الأسر الثلاث التي تعيش نوعا من الهشاشة الإجتماعية ، ستكون ملزمة بإنتظار ظهور البحارة الثلاث، للإنطلاق في المطالبة بالتأمين، أو إنتظار مرور سنة ويوم واحد للقيام بمسطرة التمويت، وطرق مؤسسات التأمين. لاسيما وأن الصيد التقليدي أصبح في السنوات الآخيرة يستفيد من هذه الخدمة، بعد أن إعتمدت وزارة الصيد وثيقة التأمين على الحوادث، كأحد شروط تجديد رخص الصيد التقليدي .
