يعيش ميناء طنجة المتوسطي، الذي يعد أكبر ميناء بالمغرب، «بلوكاج» غير مسبوق خلال الأيام الجارية، إذ اضطرت مئات الشاحنات المحملة بالسلع إلى التوقف خارج الميناء، احتجاجا على صعوبة إجراءات ولوجها إلى الأماكن الخاصة بالتفتيش والمراقبة، والتأكد من الكشوفات والسلع التي تحملها كل شاحنة.
وتوقفت أزيد من 45 شاحنة، أغلبها محمل بالفواكه المستوردة لأزيد من 6 أيام في انتظار عملية نقل البضائع داخل الميناء والقيام بالإجراءات العادية، الأمر الذي أدى إلى فساد أطنان الفواكه والفطريات، التي تستورد من الخارج، بعد أن جرى إخراجها من شاحنات التبريد الخاصة بها.
وحمل أصحاب الشاحنات، الذين اعتصموا أكثر من مرة بالميناء، المسؤولية لإدارة ميناء طنجة المتوسطي، لعدم تسهيل إجراءات الولوج إلى الميناء والتزود بالفرق الكافية لمباشرة الإجراءات الروتينية، التي عادة ما يجري القيام بها أثناء دخول شاحنات محملة بالسلع قادمة من الخارج.
وتسبب الوضع الجديد بأكبر ميناء في المغرب في خسارات بملايين الدراهم، إذ اضطرت عدد من شركات التصدير والاستيراد إلى إرسال الشاحنات فارغة بعد دخولها إلى المغرب حتى لا تتأخر عن موعد وصولها، إذ عادة كانت تدخل الشاحنات محملة بالسلع إلى المغرب وتخرج محملة بسلع أخرى يجري تصديرها إلى دول بأوروبا كالخضر مثلا.
وتسبب وقوف عشرات الشاحنات بشكل يومي بميناء طنجة المتوسطي من التاسعة صباحا إلى حدود الثالثة زوالا، في فساد مئات الأطنان من المواد الاستهلاكية التي لها تاريخ انتهاء صلاحية قريب الأجل، وتسبب وقوف مئات الشاحنات في فترة الذروة بالنسبة إلى عملية نقل البضائع داخل الميناء المتوسطي في شلل بمرافق الميناء، إذ قال مصدر مطلع إن الإجراءات غير العادية بالميناء تسفر عن خروج شاحنة واحدة كل يوم، نظرا لعدم وجود تجهيزات خاصة بتفتيش عشرات الشاحنات دفعة واحدة.
وقال مصدر «المساء» إنه يتوجب على سائق كل شاحنة من الحجم الكبير التوجه كل صباح إلى إدارة الميناء للحصول على وثيقة تخول له الولوج، ومن هنا جاءت مطالبهم بتخصيص بطاقة لكل سائق، تعفيه من الذهاب يوميا إلى الإدارة للحصول على إذن بالولوج. وقرر عدد من أصحاب الشاحنات، الخاصة بنقل الفواكه المستوردة والسلع الغذائية، خوض إضرابات عن العمل، نظرا لصعوبة إجراءات الولوج إلى الميناء، وكذا للرسوم الجبائية الكبيرة التي تفرض عليهم، سواء داخل الميناء أو بأسواق الجملة، إذ يلزمون بأداء أزيد من 12 مليون سنتيم عن كل شاحنة أثناء دخولها عبر ميناء طنجة وولوجها سوق الجملة للخضر والفواكه.
المساء
