أختتمت يوم أمس السبت 23 نونبر 2024 بالسنغال فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للصيد البحري 2024 ، التي كانت قد إنطلقت منذ 20 من الشهر الجاري بمشاركة الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي بالمغرب، في شخص كل من عبد الله بليهي رئيس الكنفدرالية ويامنة أكليو ، و ذلك بدعوة من الكنفدرالية الأفريقية للمنظمات المهنية للصيد التقليدي “CAOPA”. حيث تمخضت عن هذا اللقاء مجموعة من التوصيات، في إتجاه الإرتقاء بالصيد التقليدي وضمان المشاركة الفاعلة للمرأة في التنمية البحرية المستدامة.
ودعا اللقاء وفق يامنة اكليو التي تعد بالمناسبة رئيسة لتعاونية تكري فام، إلى إنشاء محطات إذاعية مجتمعية لتعزيز التواصل والتوعية في أوساط الفاعلات والفاعلين المهنيين في الصيد التقليدي، بما يضمن ولوجهم للثروة والإستفادة من التحفيزات التي يتيحها البلد في الإستفادة من المساحات البرية والبحرية، كما تم التأكيد على تعزيز التعاون بين المنظمات المهنية للصيد التقليدي على مختلف المستويات، مع تمكين هذه المنظمات مالياً، وإدمجها في جميع المفاوضات التي تهم قطاع الصيد التقلدي، مع تعزيز قدرات المنظمات المهنية النسائية، من خلال التدريب على القيادة، وإنشاء مجموعات للترافع في كل بلد، والدعوة ايضا إلى دعم التحول لتحفيز إدارة المجموعات المهنية والتفاوض، حيث الرهان على ضمان الحضور المتوازن لمسؤولي الصيد التقلدي في اللقاءات الحاسمة ووسائل الإعلام.
وعرف اللقاء في أيامه الأربعة مداخلات للعديد من المشاركين، بما في ذلك الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي بالمغرب التي عرضت مقطعا مسجلا لكل من تعاونية النهضة و تعاونية اشماعلة تيجساس، اللتان تشتغلان في مجال الطحالب. حيث قدم عبد الله بليهي الكثير من الشروحات والمعطيات حول قطاع تربية الأحياء المائية بالمغرب الذي اصبح يحتل مساحة مهمة في السياسة القطاعية، ويحضى بدعم حكومي وتسريعي قوي في السنوات الاخيرة. فيما عرف اليوم الثالث تنظيم ورشة حول حق المرأة في الإستفادة من المساحات البرية أو الساحلية، وضمان تمثيلة النساء في المنظمات المهنية، حيث شاركت الكنفدرالية الوطنية بعرض حول موضوع يبين خصائص حق التملك للاراضي في المغرب، اضافة الى نبذة عن المساحة الإجمالية للساحل المغربي ، وعن المؤسسات المتداخلة في تسيير حق استغلال الساحل. وهو العرض الدي قدمته يامنة اكليو.
وكانت الفعاليات الإحتفالية قد سلطت الأضواء على أهم الانجازات التي حققتها CAOPA في غضون عشر سنوات من تأسيسها، كما دقت ناقوس القلق، خصوصا بعد تأخر غالبية الدول الإفريقية فتبني مبادرات لتنفيذ الخطوط التوجيهية الطوعية لمصايد الأسماك المستدامة صغيرة النطاق لاسيما وأن الدول التي تبنت هذه المبادرات، تبقى محدودة في عدد الأصابع ؛ كما أن الإطار السياسي والاستراتيجي لإصلاحات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في غالبية الدول الإفريقية يتسمان بالغموض والتعثر.
وتم التأكيد أيضا على عدم كفاية الدعم المقدم لقطاع الصيد التقليدي الأفريقي؛ فيما تمت الإشارة إلى الآثار الضارة لتنامي الصيد غير القانوني وغير المنظم وغير المصرح به، على اقتصاد البحر بالدول الإفريقية، بإعتباره يهدد استدامة الموارد والتنوع البيولوجي؛ فيما تمت الإشارة إلى خطورة السعي وراء التعدين والتنقيب عن النفط والغاز واستغلالهما، وازدهار مصانع دقيق السمك، وهو ما يعرض مستقبل المجتمعات الساحلية للخطر.
وأكد المتدخلون إلى أن الإحتفال باليوم العالمي للصيد البحري يعد مناسبة لفتح النقاش، وتطوير التبادلات بين المسؤولين والمؤسسات والمهنيين والمجتمع المدني؛ لاسيما وأن التحول الأزرق يبقى رهانا قويا لتعزيز النمو الشامل والأمن الغذائي، المرتبط بالإدارة المستدامة للموارد البحرية، مع الأخذ في الاعتبار بأهمية الإدارة المشتركة في حوكمة وإدارة الصيد البحري؛ حيث يبقى الفاعلون والمتدخلون مطالبون بالأخذ في الاعتبار، أن الدعوة للعمل التي أطلقتها مجتمعات الصيد الصغيرة النطاق حول العالم في عام 2022 يجب أن تترجم إلى إجراءات فورية وملموسة.
وجددت الكنفدرالية الأفريقية للمنظمات المهنية للصيد التقليدي إلتزامها، بمواصلة الجهود الرامية لتعميم المبادئ التوجيهية لمصايد الأسماك المستدامة صغيرة النطاق، في إطار السياسات الاستراتيجية لإصلاح مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في أفريقيا؛ مع دعوة الدول والمؤسسات الإفريقية إلى توفير الموارد التقنية والمالية الكافية لمختلف المنصات المنشأة؛ والتوصية بتنفيذ تدابير الدعم الأساسية من قبل الشركات المتعددة الجنسيات؛ وحتها على إحترام إلتزامها. هذا مع التوصية بإحترام الدول الإفريقية التزاماتها بتنفيذ المبادئ التوجيهية الطوعية لصيد الأسماك الحرفي المستدام. وتمت الدعوة أيضا إلى تعزيز الرصد والمراقبة والإشراف، للقضاء على الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم.