في خضم الخلافات المهنية التي طفت على السطح بميناء أصيلة مؤخرا بسبب نزوح عدد من قوارب الصيد التقليدي من مختلف الموانئ المجاورة بغية صيد سمك ابو سيف بالواجهة المتوسطية، و بهدف تقريب الرأي العام المهني أكثر من الواقع المعاش بذات المعلمة الاقتصادية بالمنطقة، ارتأى موقع البحر نيوز محاورة الزبير بن سعدون رئيس جمعية بحارة و أرباب قوارب الصيد التقليدي بأصيلة لمعرفة حقيقة إشهار رفض مهني المنطقة للقوارب الوافدة على الميناء .
تم الترويج اعلاميا لوجود صراعات و اشتباكات بين مهنيي الصيد التقليدي بأصيلا، وبعض الوافدين على الميناء تزامنا مع فترة صيد سمك الاسبادون، إلى أي حد هذه الأخبار صحيحة ؟
نحن بحارة أصيلة، ليست لدينا أي صراعات أو خلافات مع النازحين من جل موانئ المملكة، خصوصا الوافدين من مدن ” الجديدة، المحمدية، المهدية ، سلا ، العرائش “. لكن هذا لا يعني بأن ليس هناك إشكالات مطروحة تعيق سير التنمية الاقتصادية بالمنطقة ، تكمن في نزوح جل القوارب بشكل غير قانوني لعدم توفرهم على رخص الانتقال او التغير المؤقت لميناء الصيد. وهي وثيقة تبقى ضرورية لأي قطعة بحرية ترغب في الانتقال إلى ميناء آخر. وإلى حدود اليوم فإن 25 قاربا فقط هي التي تتوفر على تراخيص الصيد التي تمنحها وزارة الصيد البحري، سمحت بموجبها لهذه القوراب بالخروج في رحلات صيد بسواحل المنطقة لمدة شهر، منذ بداية الشروع في صيد سمك ابوسيف بالواجهة المتوسطية .
إسمح لي سيد الكريم، نريد توضيحا أكثر في الموضوع ؟
إن ميناء اصيلة بات اليوم يشهد نوعا من الاكتضاض، في ظل توافد عدد متزايد من قوارب الصيد التقليدي من معظم المناطق الساحلية صوب الميناء ، في وقت لا تحتمل الطاقته الاستيعابية للمرفق البحري 80 قاربا تفوق حمولتها 5 أطنان مجهزة بأحدث الوسائل ، والتي تمكن المهنيين من وضع اكبر عدد من شباك الصيد داخل قواربهم، قد تصل إلى حدود 70 شبكة صيد ،إضافة إلى قدرتها على حمل 200 لتر من الوقود. هذا زيادة على حملها الثلج الكافي الذي يؤهلهم للمكوث لمدة ثلاثة الى أربعة أيام في عرض البحر. وهي وسائل غير متوفرة في قوارب الصيد التقليدي بميناء أصيلة، التي لا تتعدى حمولتها ثلاثة طنا.
كثيرون يؤكدون على ان اللقاءات البيمهنية التي جمعت مهني أصيلة بمهني موانئ مجاورة، كانت قد خلصت إلى الموافقة على إستقبال القوارب النازحة نحو الميناء. غير أن الترحاب المعبر عنه في اللقاءت البينية سرعان ما إختفى مع إنطلاق موسم الصيد ! تعليقكم ؟
اللقاءات التي تتحدثون عنها هي لقاءات صحية، حيث المطالبة اليوم بتكثيف هذه اللقاءات و الاجتماعات التي تتسم بالتشاور بين الجهات الرسمية وممثلي المهنيين و الهيئات المهنية، رغم أن أخر هده اللقاءات سجل غياب ممثلي الصيد التقليدي بالمهدية . لكن كما أشرت سابقا، فإن الإشكال المطروح اليوم يكمن أساسا في عدم توفر قوارب الصيد التقليدي على رخص صيد الانتقال المؤقت لميناء أصيلة ، وهو إشكال يعتبر من المخلفات السلبية التي برزت بالفترة المماثلة من السنة الفارطة، التي كان من بين أسبابها التغيير الإداري الذي شهدته فرعية مندوبية الصيد البحري بالمنطقة ، بعد تغيير المندوب الفرعي.
تقولون بان التغيير الإدار على مستوى الفرعية أتر بشكل سلبي على التعاطي مع الملف. كيف ذلك؟
إن التغيير الذي طال رأس المكتب الفرعي لمندوبية الصيد البحري ، نتج عنه عدد من الممارسات السلبية، خصوصا في ظل الخبرة المحدودة للوافد الجديد أنداك، والتي أثرت تبعاتها على بحارة الصيد التقليدي الوافدين للميناء، بعد تزايد جشع مجموعة من السماسرة التي تنشط في تجارة سمك أبوسيف ، عبر اقتنائه بثمن بخس، في حدود 40 درهما للكيلوغرام، لتقوم فيما بعد، بإرشاء بحارة بعض أرباب القوارب المحلية ، من أجل إدخال هذه الأسماك لسوق السمك، و إعادة بيعها بشكل قانوني داخل قنوات المكتب الوطني للصيد بأثمنة باهضة. وحتى نصدقك القول فنحن كبحارة الصيد بميناء أصيلة ، نرحب بجميع المهنيين شريطة تطبيق القانون الذي سيحمي البحارة الوافدين و الأصلين على حد سواء، ودلك بالتزامهم بالعرف المتفق عليه بالمنطقة، من خلال إقتدائهم ببرنامج الاشتغال المعمول به، مع الالتزام بوقت الصيد الذي لا يتعدى 18 ساعة ،و ليس المكوث في عرض البحر لمدة ثلاث إلى أربع أيام، و الإلتزام بإستعمال معدات صيد قانونية .
دعنا نتجاوز الخلاف الحاصل بالمنطقة ، إلى الحديث عن الحصة المرخص صيدها بالواجهة المتوسطية للمغرب من طرف اللجنة الدولية للحفاظ على أسماك التونة والمحددة في 1045 طن. كيف انعكست هذه الحصة على الصيد التقليدي بالمنطقة ؟
في الواقع شكلت رداءة الأحوال الجوية عائقا في التلدد بهذه الحصة، وكدا استغلالها بشكل جيد ، فمنذ انطلاق موسمية صيد هذا النوع من الأسماك بالمنطقة، لم تتجاوز رحلات مهنيي الصيد 8 رحلات في المجموع، بسبب التوقف الإضطراري والمستمر، خصوصا مع هبوب رياح الشرقي التي تستمر قرابة 8 أيام متواصلة، و التي تعرقل صيد المهنيين بالمنطقة . وتماشيا مع هذه الوضعية نأمل اليوم من الوزارة الوصية أن تمدد في فترة صيد سمك أبو سيف بالواجهة المتوسطية إلى غاية شهر غشت، بهدف استكمال الكوطة و إنعاش سوق الشغل بالمنطقة .
رغم عدد الخرجات القليلة ومحدودية المصطادات، أكدت مجموعة من التصريحات التي إستقتها البحرنيوز من مهنيي وتجار الواجهة المتوسطية ، أن أثمنة المفرغات من سمك ابو سيف بالموانئ المتوسطية ظلت متدبدة ! الى مادا تعزون هدا المعطى؟
إن تدبدب الأثمنة بالنسبة للمصطادات من سمك الاسبادون التي تشهدها المعلمة التجارية بذات الميناء، يرجع بالأساس لعامل الجودة، فقوارب الصيد التقليدي التي لا تتعدى 18 ساعة كتوقيت أقصى في رحلات الصيد أو ما يعرف بسرح وروح ، لكونها تقوم بالرجوع للميناء بذات اليوم حاملة معها مصطادت طرية ، تبيع هذه الآخيرة بأثمنة جيدة تتراوح مابين 100 إلى 110 دراهم للكيلوغرام الواحد ،عكس القوارب الوافدة من موانئ مختلفة، و التي تمكث في ساحل المنطقة لمدة ثلاث إلى أربع أيام تعود محملة بمحصول نال منه تعاقب الساعات إذ يفقد طراوته ، الأمر الذي يجعله بعيدا عن مستوى الجودة المطلوبة مما ينعكس سلبا على الأثمنة.
وحتى نختم معكم هذا الحوار الشيق ، كيف تستشرفون مستقبل ما تبقى من موسم “ابوسيف” في ظل الخلافات المهنية مهنية ؟
لا يمكن ان نجزم بما سيقع، فالمستقبل و الرزق في يد الله. لكن اليوم نحن نبحث عن تطبيق القانون المعمول به، عبر الدعوة إلى تكتل جهود كل من الوزارة الوصية على القطاع و المندوبية الفرعية تم الدرك الملكي، من أجل السهر على تطبق القانون بالعمل، والزيادة في عدد اللقاءات و الاجتماعات، التي تتسم بالتشاور بين الجهات الرسمية وممثلي المهنيين و الهيئات المهنية.
حاورته ليلى حبيبي
اولا وقبل كل شئ يوجب على السيد الزبير بن سعدون ان يتخلى عن منصب رئيس جمعية بحارة و أرباب قوارب الصيد التقليدي بأصيلة …. وهذ يلزم قانونا