أكد فؤاد بنعلالي في تدخل له ضمن مختلفات الدورة العادية التي إنعقدت صباح اليوم الخميس، ان سفن الصيد في أعالي البحار قد إستنفدت 98 في المائة من كوطا الأخطبوط، في ظرف أسبوعين من الموسم الشتوي، حيث اصبحت الأطقم البحرية تتحاشى إستهداف الصنف الرخوي بتوجيهات من المجهزين . وهي الحقيقة التي أكدها مجموعة من المتدخلين ضمن أشغال اللقاء ، وتفاعل معها ممثلوا الإدارة بما فيهم ممثل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، ببث رسائل الإطمئنان وتهدئة النفوس في إتجاه معالجة الوضعية.
وأوضح بنعلالي أن مجهزي وبحارة الصيد قدموا تضحيات كبيرة من خلال التوقف طيلة تسعة أشهر ، كما أنهم لم يناقشوا الكوطا التي خصصت لهم برسم موسم الشتاء، وإنطلقوا في رحلاتهم من دون ضجيج ، غير أن الأطقم البحرية وبعد إحتكاكها المباشر بالمصايد ، قد تفاجأت حد الصدمة نظير بما تقدمه المصيدة من مؤشرات إيجابية، من حيث وفرة الأخطبوط، كما يؤكد ذلك حجم المصطادات المحقق إلى حدود اليوم، وهي معطيات تسائل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، كما يفرض على إدارة الصيد تحمل مسؤوليتها الكاملة، بالنظر لمجموعة من السلوكيات التي قد ترافق الظاهرة .
وحذر رئيس الغرفة من المجازر التي أصبحت تتربص بالمصايد، والتي قد تعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل الأزمة، حيث أن إرتفاع أثمنة الأخطبوط بالأسواق الجنوبية، ليلامس أزيد من 130 درهما، سيشجع على الصيد غير القانوني والسوق السوداء بقرى الصيد الجنوبية من جهة، وكذا سيدفع سفن الصيد في أعالي البحار إلى التعامل مع المصيدة، بمبدأ التخلي عن المصطادات من الأحجام الصغيرة بعد الحصول على أحجام جيدة او أحسن منها، خصوصا وأن تطور المصيدة وما تحتويه من أحجام تتراوح بين الطاكو 1 و6، تغري البعض لسلك هذا السلوك، إتقاء لإستنفاد الكوطا، وتحقيقا لأرباح جيدة ، حيث أن المجهزين يحاولون منع هذه السلوكيات وثني الربابنة على إستهداف الأخطبوط، لكن الإدارة مطالبة بمواكبة الإصلاحات، سواء بخص الأساطيل بكوطا إضافية، أو التحرك إلى إقرار توقف الأساطيل، وإعلان إنتهاء الموسم وتحمل المسؤولية على مستوى تبعات القرار بأبعادها الإقتصادية والإجتماعية.
وأفاد المصد أن المصايد تعد بمزيد من السخاء ، خصوصا وأن سفن الصيد هي ترفع اليوم ما بين 60 إلى 70 بلاطو في المناطق التي تتسم بالمحدودية، في حين ان في المناطق الجيدة، فالأطقم البحرية تحقق بين 150 و160بلاطو، وهي مؤشرات دقيقة توفرها سفن الصيد النشيطة بالمصيدة، ما يفرض على المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري إلتقاط هذه المؤشرات بكثير من الواقعية، ومعه إدارة الصيد البحري. خصوصا وأن هذه المؤشرات تجعل الكل يتحدث عن الوقائع التي سبقت إنطلاق الموسم خصوصا منها المؤشرات المعلنة من طرف المعهد. والتي قد تكون قد أنجزت في ظروف غير تلك المتوفرة اليوم. وهو ما يتطلب تصحيح الوضعية ومراجعتها إنسجاما مع المستجدات الحالية.
وكان فؤاد بنعلالي رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى قد أشاد في إفتتاح كلمته ضمن اشغال الدورة العادية لغرفة الصيد البحري، التي إحتضنها المعهد العالي للصيد البحري باكادير، بالتدابير التي وصفها بغير المسبوقة، التي سنتها الوزارة الوصية بشراكة مع المهنيين في إطار تهيئة مصيدة األخطبوط.
وأكد رئيس الغرفة أن هذه التدابير بدأت تعطي ثمارها. كما أشاد في ذات السياق بتضحيات المهنيين والبحارة في سبيل قطع الطريق على الصيد غير القانوني ومكافحة التهريب، بالرغم من الصعوبات والإكراهات. وأضاف أن الجميع مستعد لمواصلة الإشتغال من أجل كسب المزيد من الرهانات و تنزيل التوجهات الملكية السامية، التي تدعو إلى ترسيخ مفهوم الدولة الاجتماعية، وتوظيف الثروة السمكية لتحقيق الإقلاع الإقتصادي المستدام، و خلق المزيد من الإستثمارات و فرص الشغل.