أكدت سفيرة المغرب بإسبانيا، كريمة بنيعيش، أمس الأربعاء بمدريد، أن المرحلة الجديدة التي دشنها المغرب وإسبانيا، عقب الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى المغرب في أبريل، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تتيح لرجال الأعمال والفاعلين السياسيين من كلا البلدين الفرصة للاضطلاع بدور “الرافعة” لتطوير العلاقات الثنائية.
وقالت بنيعيش، في كلمة بمناسبة حفل تقديم المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني الجديد ” “تتيح لنا هذه المرحلة الجديدة فرصة كتابة صفحة جديدة في علاقاتنا حيث يمكن أن يشكل دور رجال الأعمال رافعة لعلاقتنا الثنائية”.
وأضافت الدبلوماسية المغربية أن السياق الدولي الجديد المتسم بالوباء والنزاع في أوكرانيا “يدعونا إلى إعادة تشكيل سلاسل القيمة لدينا وتقدير قيمة القرب” بين البلدين، مشيرة إلى أن المغرب يوفر اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، فرصا كبيرة للمستثمرين الإسبان، بفضل الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المهمة المعتمدة في العقود الأخيرة، تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس.
وبهذه المناسبة، استحضرت بنيعيش المشاريع الكبرى التي تم إنجازها بكافة جهات المملكة، لا سيما في مجالات الفلاحة والصيد، والصناعة وصناعة السيارات والملاحة الجوية واللوجستيك والبناء والطاقات المتجددة والسياحة.
وأشارت بنيعيش، خلال هذا الحفل، الذي حضره على الخصوص، رئيس الاتحاد الإسباني لمنظمات الأعمال، أنطونيو غرامندي، والرئيسان المشاركان للمجلس الاقتصادي المغربي-الإسباني، عادل الرايس، وكليمينتي غونزاليس، فضلا عن ممثلين عن وزارات الصناعة والتجارة والسياحة والشؤون الخارجية الإسبانية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى أن المغرب أيضا يعد بوابة لأفريقيا، فهو المستثمر الأول في غرب إفريقيا والثاني على مستوى القارة كلها، التي تمثل “المستقبل وحيث تتوفر المملكة على خبرة كبيرة ”.
وسجلت السفيرة أنه علاوة على الجغرافيا والتاريخ، فإن المغاربة والإسبان هم اليوم شركاء طبيعيون وسيظلون كذلك في المستقبل، مشيرة إلى زيارة الدولة التي قام بها عاهلا إسبانيا إلى المغرب في فبراير 2019 والتي تعكس “التحالف السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي ” بين البلدين، وهو تحالف يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أهمية كبرى.
وأضافت أنه نتيجة لذلك، أكدت إسبانيا منذ 2012 مكانتها كأول شريك تجاري للمغرب، بتبادلات تجارية بلغت 17 مليار يورو في التجارة بحلول عام 2021، وهو مستوى تاريخي رغم تفشي الجائحة، مشيرة إلى أن المغرب من جهته يحتل المركز الثالث في وجهات الصادرات الإسبانية خارج الاتحاد الأوروبي وأكبر سوق لها في إفريقيا.
وذكرت المتحدثة بأن هناك أكثر من 800 مقاولة إسبانية مستقرة في المغرب وأكثر من 20 ألف مقاولة إسبانية لها روابط تجارية مع المملكة، مبرزة أن الاستثمارات الإسبانية في المغرب تتجاوز ثلث الاستثمارات المباشرة الإسبانية في إفريقيا.
وختمت بنيعيش بالتأكيد على أن المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني هو “التعبير الصادق عن إرادة جمعيات أرباب العمل المغربية والإسبانية لتعزيز فهم أفضل للفرص التي يوفرها المغرب وإسبانيا في المجال الاقتصادي”.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني رأى النور بمبادرة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والكونفدرالية الإسبانية لمنظمات الأعمال، وهو مجلس أعمال يجمع المقاولين والهيئات الاقتصادية من المغرب وإسبانيا الراغبة في تطوير فضاء اقتصادي مشترك.
البحرنيوز: وكالات