علمت البحرنيوز أن 186 باخرة للصيد في اعالي البحار قد وجهت بوصلتها صوب ميناء الداخلة من أجل تفريغ مصطاداتها السمكية بأرصفة الميناء خلال الاسابيع القادمة. حيث سطرت الوكالة الوطنية للموانئ مجموعة من الإجراءات، لتدبير عملية ولوج سفن الصيد في اعالي البحار، قبل ولوجها لقناة الميناء وحتى رسوها في الرصيف المعين لها، حسب برنامج مسبق وضعته الشركات لدى القبطانية.
ومن بين الأساسيات القصوى التي تم تحديدها في الرؤيا التي سطرتها السلطة المينائية في عمليات تفريغ مصطادات 186 مركب صيد في اعالي البحار خلال الفترة الراهنة يبرز هاجس السلامة، إذ تم في أول الأمر عزل مراكب الصيد الساحلي ومنعها من الاختلاط أو الرسو بجانب سفن الصيد باعالي البحار. وذلك لتفاذي حوادث الاصطدام، و أيضا لتفاذي إعاقة الحركة الملاحية داخل الحوض المينائي.
وتلقت الوكالة الوطنية للموانئ عقب إصدار الاستراتيجية التي ستعتمدها خلال فترة تفريغ المصطادات، بعض الملاحظات البسيطة، من قبل فقدان المراكب لتوازنها بعد التفريغ الكلي، أو إستغلال فترة التفريغ لإمداد السفن بالمؤن و الحاجيات. لكن الدوافع الرئيسية في الحفاظ على السلامة بالميناء، و تسهيل عمليات التفريغ كانت أكبر من أي شيء يذكر، بحيث أن برنامج تدبير التفريغ من المراكب و الشحن في الشاحنات في الرصيف المخصص لذلك، والإنتقال الى رصيف التزود بالكازوال، سيساهم في سلاسة العملية برمتها، في وقت زمني قياسي. فالأمور أصبحت حسب المصادر تتضح، و تكتسي أهمية قصوى في مقاربة مختلف الإكراهات في إطار تشاركي مهني تطغى عليه الحكامة باعتبارها يقول احد مسؤولي الميناء، اداة ناجعة و فعالة في تدبير مرحلة التفريغ سواء على مستوى النتائج أو المردودية.
وتكتسي عمليات تفريغ المصطادات السمكية بأرصفة ميناء الداخلة وفق ذات المصدر طابعا استثنائيا، يستدعي ضرورة ترسيخ المسؤولية وتوضيحها، وتكريس المزيد من الاهتمام، إلى جانب تعميق التوجه البناء، و توسيع تفويض الاختصاصات و الصلاحيات في مسؤولية متقاسمة حسب المتدخلين، من قبطانية الميناء و مارسى ماروك و مندوبية الصيد البحري و المكتب الوطني للسلامة الصحية والأمن، في وترشيد وتسهيل المساطر، ونهج التدبير المبني على النتائج والمساءلة والتقييم بمعايير دقيقة ومعروفة.
ولضمان ترابط وتناسق العملية بليونة تؤكد المصادر في تصريحات متطابقة، وجب على الشركات الحفاظ على تناسق السلسلة حسب برنامج التفريغ، ابتداء من ولوج المراكب إلى الارصفة في الوقت المحدد، و توفير الشاحنات والتزام الأطقم بتوقيت الانطلاقة في رحلات صيد جديدة، لإخلاء مكان الرسو للمراكب الأخرى. كما أن مارسا ماروك ستوفر رافعات حسب المراكب الراسية، إد يتعذر أحيانا العمل بواحدة من الثلاثة المتوفرة بالميناء، و ذلك في انتظار إصلاح واحدة تم استقدامها مؤخرا، لتسريع وثيرت التفريغ التي تصل إلى حوالي 2000 صندوق كارطوني للمركب الواحد، و بمعدل ستة مراكب في اليوم الواحد.