اتجهت قوارب الصيد التقليدي المختصة في صيد أسماك البريكة باستعمال شباك لاشكيط على مستوى سواحل بوجدور منذ فاتح يونيو 2023 إلى استبدال تقنية الصيد من الشباك إلى الصنارة، في خطوة مهنية أصبحت تدخل في سياق العرف المتوافق بشانه بين الفاعلين المحليين، بدعم من مندوبية الصيد البحري، من أجل ضمان استدامة مصيدة البريكة ، حيث تصبح الشباك المذكورة ممنوعة عرفيا لمدة ثلاثة أشهر كاملة انطلاقا من فاتح يونيو غلى نهاية غشت.
واستبدل مهنيو الصيد التقليدي على مستوى المنطقة شباك لاشكيط، واعتماد الصنارات على متن القوارب حسب قول المصادر المهنية، في الفترة المتفق بشأنها. لكون هذه الفترة تعرف ” بتكاثر” هذا النوع من الأسماك، الذي يعتبر من الأسماك العابرة، التي تتجه لإقليم بوجدور” لوضع بيوضها ” كبيئة بحرية حاضنة، ومساعدة في تكاثر هذا النوع من الأحياء البحرية.
في ظل ما يتطلبه هذا النوع من المصطادات السمكية من الحماية مهنية التي تتيح استدامة المصيدة، اتفق أرباب وأطقم قوارب الصيد التقليدي التي تنشط باستقطاب سمك بريكة بميناء بوجدور مند سنوات خلت، وفق إفادة محلية، على تخفيف جهد الصيد، بعدم استعمال الشباك في إستهداف “البريكة”وذلك بتوجيهات من إدارة الصيد على المستوى المحلي لكون الصيد بالشباك يبقى غير إنتقائي ، والاقتصار فقط على استعمال الصنارة، إيذانا بدخول موسم الحظر العرفي لهذا النوع من الشباك بالسواحل المحلية، في خطوة تم تكريسها لتصبح تقليدا صيفيا بإختيار مهني جماعي.
وأفادت مصادر مهنية مطلعة ببوجدور أن المهنيين المختصين باستعمال شباك لشكيط المطعمة، إعتادوا في السنوات الخمس الآخيرة على تغيير طريقة صيدهم في صيف من كل سنة، من خلال استعمال الصنارات. وهي خطوة تهدف لضمان استدامة هذا النوع من الأحياء البحرية في هذه المرحلة البيولوجية، بالنظر لكون هذه الفترة تشهد تكاثرا وانتشارا واسعا لأسماك البريكة بالسواحل المحلية. وهو الأمر الذي يساهم في امتلاء شباك الصيد بسمك بريكة، ما يهدد السوق بحالة من التضخم في المفرغات حد “البورباج”. هي الحالة التي يفقد معها التنوع السمكي قيمته المالية داخل سوق السمك، بفعل حرارة الشمس خلال الموسم الصيفي، مقارنة مع باقي فصول السنة.
يذكر أن هذا الإختيار يبقى مهنيا محظا ، في ظل عدم صدور أي قرار إداري أو مرسوم وزاري تؤكد تصريحات متطابقة للفاعلين المهنيين ببوجدور، يرسّافتفاق المهني، رغم الدعم والإشادة التي واكبت الاتفاق من طرف مندوبية الصيد البحري. هذه الآخيرة التي رحبت بالفكرة، وشجّعت على الإلتزام المهني، للسير قدما في تحصين التوجه الذي يعقلن رحلات الصيد بالمنطقة، وذلك ضمن نقاشها للفكرة مع الفاعلين المهنيين. ما يجعل من هذا التوجه خيارا مهنيا خالصا، يقدم مؤشرات قوية على النضج الذي يطبع الوسط المهني المحلي بخصوص استدامة المصيدة.
مبادرة مهنية بكل المقاييس. بإمكان قوارب الصيد التقليدي التي تستهدف مصيدة الاخطبوط ان تسير في نفس الاتجاه للتخلص من الغراف مع تعويضه بالمخطاف (الكراشة) وخاصة في الرحلة الشتوية التي تنتشر فيه صغار الأخطبوط بكثرة مقارنة مع الرحلة الشتوية. او العكس جنوب بوجدور. تحياتي للجميع.