بوجدور .. الدفتر البحري الموحّد يحفّز بحارة الصيد التقليدي لهزم المخاوف ..!

0
Jorgesys Html test

يواصل مركز التأهيل المهني البحري ببوجدور جهوده في استقبال وتكوين أفواج متتالية من بحارة الصيد التقليدي، في إطار برنامج تكويني متخصص في السلامة البحرية، يهدف إلى تمكين المستفدين من الحصول على الدفتر البحري الموحد، بعد استيفائهم شرط الأقدمية المهنية التي لا تقل عن سنتين من العمل ضمن أسطول الصيد التقليدي بالمنطقة.

وتندرج هذه المبادرة، التي انطلقت يوم الاثنين 16 يونيو 2025، في سياق الاستجابة للإقبال المتزايد من طرف البحارة، حيث فاق عدد المسجلين ضمن لوائح مندوبية الصيد البحري أزيد من 400   بحار، ينتمون إلى مناطق لكراع، أفتيسات، أكطي الغازي، وميناء بوجدور.

واعتمد المركز نظام التكوين وفق أفواج من 25 بحارًا، حيث يتم تكوين ثلاثة أفواج بشكل متوازي، مع الانتقال التدريجي نحو باقي اللوائح المسجلة لتعميم التكوين لفائدة 16 فوجًا.  وتغطي الدورات محاور نظرية وتطبيقية تشمل مبادئ السلامة البحرية  التي أصبحت ضرورية وإلزامية لمزاولة مهنة بحار، مع التدريبات التطبيقية والميدانية على السباحة والغطس مع تعزيز المعرف بخصوصيات الإستعمال الصحيح لمعدات الإنقاذ والنجاة، من قبيل صدريات النجاة وأجهزة الاستغاثة.

وأفادت مصادر إدارية من داخل المركز أن البرنامج التكويني، كشف عن حساسيات نفسية لدى عدد من المستفيدين، أهمها الخوف من السباحة، الناتج عن تجارب سابقة مع حوادث بحرية مؤلمة. ورغم أن العديد من البحارة يتوفرون على أقدمية مهنية تتراوح بين سنتين و15 سنة، إلا أن ما يقارب  70%  منهم يواجهون صعوبة في تقنيات السباحة.

وتعامل مؤطرو التكوين مع هذه الظاهرة، بمهنية وإنصات نفسي عميق، عبر تمارين مشجعة تستهدف بناء الثقة، وتعزيز القدرات الفردية للبحارة، إلى جانب التحسيس بالدور الحيوي لصدريات النجاة في تقليل الخطر أثناء الحوادث البحرية، كأداة إنقاذ أولى وحاسمة.

وبموازاة مع التكوين العملي، تم تنظيم دورة تحسيسية جماعية، شملت أكثر من 400 بحار، قُدّمت فيها عروض مكثفة حول السلامة البحرية، وإطفاء الحرائق، والإسعافات الأولية، واستعمال راديو بليز. هذه المواضيع، التي تؤطرها كفاءات بحرية من داخل المؤسسة، لقيت تجاوبًا كبيرًا من قبل المستفيدين، الذين عبّروا عن اهتمامهم البالغ، والتزامهم باستكمال مسارهم التكويني في سياق التأطير المستمر ، بما يتلاءم مع متطلبات المهنة الحديثة.

وقد أبدى عدد من البحارة ارتياحهم لجودة التكوين، معربين عن رغبتهم في مواصلة التأهيل المهني المتخصص، خصوصاً بعد التعرف على الإمكانيات المتوفرة داخل المؤسسة، سواء على مستوى التجهيزات أو الطاقم المؤطر.

ووفقًا للمصادر الإدارية، فإن هذا التكوين لا يقتصر على تحسين شروط السلامة فحسب، بل يشكل أيضًا رافعة مهنية أمام بحارة الصيد التقليدي، للارتقاء المهني والانفتاح على أساطيل جديدة، إذ يُمكنهم بعد سنة من هذا التأهيل، الولوج إلى برامج تكوينية متقدمة في مجالات خياطة الشباك، ميكانيك المراكب، أو قيادة القوارب..

يذكر أن هذه الدينامية التأطيرية ، تدخل  في إطار سياسة الدولة الرامية إلى تأهيل الرأسمال البشري البحري، حيث تسهر كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، بتعاون مع المؤسسات الجهوية، على تعزيز منظومة التكوين ، وتوفير الوسائل الكفيلة بتأمين ممارسة مهنية حديثة وآمنة.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا