تم اليوم الإثنين 15 شتنبر 2025، بإقليم بوجدور تنصيب السيد فيصل بزاك مندوبًا جديدًا لقطاع الصيد البحري، في إطار الحركة الانتقالية الأخيرة التي باشرتها كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري. ويأتي هذا التعيين خلفًا للسيدة حياة بيضوضان، التي أدارت شؤون المندوبية على مدى سنة، حيث ساهمت خلال هذه الفترة في تأمين استمرارية المرفق وتجويد أدائه، بدعم من الإدارة المركزية وبمواكبة ميدانية لمختلف القضايا المهنية.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أعرب المندوب الجديد عن فخره بالثقة التي وضعت فيه لتولي هذه المسؤولية، مشددًا على الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها جهة بوجدور في خارطة الاقتصاد البحري الوطني، بفضل ما تزخر به من ثروات بحرية وإمكانات واعدة، تُعد رافعة حقيقية للتنمية. كما أكد عزمه اعتماد منهجية عمل قوامها الحوار البناء، والإنفتاح على المهنيين ومختلف الفاعلين، في إطار مقاربة تشاركية تروم ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة، وتعزيز المكتسبات المهنية، وصون كرامة العاملين في القطاع، بما يكرّس العدالة الإجتماعية ويدعم دينامية التنمية المحلية.
وفي السياق ذاته، أبرز المسؤول الإداري ، أهمية مواكبة تحديات القطاع البحري عبر تطوير أساليب التدبير والإدارة، وتكريس معايير الشفافية والنجاعة، مع الدعوة إلى تظافر جهود جميع الأطراف المتدخلة من سلطات محلية ومؤسسات ومهنيين، من أجل تثمين الثروة البحرية وضمان استدامتها، والحفاظ على الريادة الاقتصادية التي تميز سواحل بوجدور. كما شدد على ضرورة جعل الإقليم نموذجًا في الحكامة البيئية والتنمية المستدامة، من خلال برامج ميدانية ومشاريع تراعي خصوصية الإقليم وتستجيب لتطلعات الفاعلين به.
وقد عبّر عدد من مهنيي الصيد البحري ببوجدور، في تصريحات متطابقة خصوا بها جريدة “البحرنيوز”، عن تفاؤلهم بالتوجهات الأولية التي أعلن عنها المندوب الجديد خلال هذا اللقاء التعارفي، الذي شكل مدخلًا لإطلاق سلسلة من اللقاءات البيمهنية المنتظرة، سواء بميناء بوجدور أو بقرى الصيد التقليدي. وأكدوا أن الانفتاح على الفاعلين الميدانيين واستحضار آرائهم من شأنه تعزيز التواصل وتقوية الثقة، لا سيما في ظل الالتفاف العام للهيئات المهنية حول مصلحة المنظومة البحرية وصيانة الثروات السمكية.
وفي شهادة لافتة، نوّه رضوان الزرهون، ممثل مهنيي الصيد التقليدي بغرفة الصيد البحري، بما قدمته السيدة حياة بيضوضان من جهود نوعية خلال فترة إشرافها على المندوبية، واصفًا تجربتها بالناجحة، ومشيدًا بما أبانت عنه من كفاءة وحسن تدبير، وهو ما انعكس إيجابًا على انتظام سير العمل الإداري والمهني. مرحبا في ذات السياق بالمندوب الجديد، ومعبرا عن تطلعاته بخصوص المرحلة القادمة، لاسيما وان هناك إنتظارات كبيرة للفاعلين المهنين، لتعزيز دينامية القطاع على المستوى الإقتصادي والتنموي والإجتماعي .
أما محمد حيماد، رئيس جمعية إدماج للصيد البحري ببوجدور، فقد اعتبر أن هذا اللقاء التواصلي يشكل بداية لمرحلة جديدة، يُنتظر أن تفرز مبادرات ومشاريع ملموسة على مستوى القطاع ، من أبرزها التفكير في توفير مساكن للبحارة بقرى الصيد، وتحسين ظروف اشتغالهم، من خلال مقاربة ميدانية تُشخّص الواقع وتستجيب لانشغالات المهنيين في ارتباط دائم مع رهانات التنمية المستدامة.
وقد حضر هذا الحفل ممثلون عن مختلف الفعاليات المرتبطة بالقطاع البحري، من بينهم ممثلو المكتب الوطني للصيد البحري، وأطر مندوبية الصيد البحري ببوجدور، إلى جانب عناصر من البحرية الملكية والدرك الملكي والسلطات المحلية، بالإضافة إلى ممثلي الهيئات المهنية النشيطة بالإقليم، ما يعكس أهمية المرحلة المقبلة، التي يُرتقب أن تعرف دينامية جديدة في تدبير الشأن البحري المحلي.
