فاطنة رويشق وجه نسائي مألوف في الوسط المهني لجمع الرميخة بمولاي بوسلهام . ولما لا وهي التي بدأت مسيرتها المهنية منذ سن الطفولة، حيث قضت أزيد من أربعة عقود في هذا النشاط المهني الذي تطغى عليه العشوائية وغياب الهيكلة.
ففي سن 14، كانت “أمي فاطنة”، كما يلحو للبعض توصيفها ، تحلّق ضمن سرب من نساء دوار الرياح والقبائل المجاورة لمولاي بوسلهمام، بكل عزم وإرادة، للبحث عن مورد رزق يساعدها في تلبية حاجاتها المادية. وهي المسيرة العملية والمهنية، التي تطورت مع تزايد مسؤوليات الحياة الإجتماعية، من زواج وأمومة.. لم تمنعها من مواصلة العمل بدون انقطاع على مدار أربعة عقود كاملة. خصوصا وأن مقر سكنى أمي فاطنة، يقع بمقربة من السواحل البحرية.
فاطنة تتذكر في في مسترسل حديثها مع جريدة البحرنيوز ، أيام “العز” لتجارة الصدفيات، حيث كان هدا النوع من الأحياء البحرية محط اهتمام وطلب من طرف شركات إسبانية، وكان يتراوح ثمنه بين 60 و 40 درهما للكيلوغرام. وهو اهتمام جلب تجار السمك المعروفين باللغة المحلية بمنطقة مولاي بوسلهام ب “العمار” او “السبيبي” _ و هي الكلمة التي تعني السبب في بيع المنتوج_ حيث يقومون باقتناء المنتوج المحصل من طرف النساء، باختلاف الاثمنة ارتباطا بحجم المحار. بحيث تعد الأحجام الجيدة أعلى قيمة. إذ تصل الى 50 درهما للكيلوغرام الواحد، في حين الأحجام المتوسطة يختلف رقم معاملاتها المادية بين 40 و 30 درهما للكيلوغرام، في حين الأحجام الصغيرة لا تتجاوز اثمنتها سقف 20 درهم للكيلوغرام الواحد.
وأكدت أمي فاطنة أن عملية جمع الرميخة ظلت متنفسا إجتماعيا وإقتصاديا، وهي متواصلة بالمنطقة، حيث أن عدد النساء المهتمات بالصدفيات في تزايد مطرد. وهن اليوم بالعشرات. لكنهن في حاجة حقيقية للتأطير والتكوين، إذ دعت المرأة البوسلهاميةالعارفة بخبايا الصدفيات ومزاياها الإجتماعية ، إلى تجميع المهتمات بهذا الصنف من الصدفيا ضمن تنظيم تعاوني يسمح لهن بالرفع من مردوديتهم الاقتصادية والإجتماعية، في ظل إهتمامهن ولسنوات طويلة بالتنقيب والبحث عن الرميخة بطرق بدائية كمصدر رزق، لإيمانهن بكون هذا النشاط غير المهيكل يغنيهن عن الحاجة والسؤال داخل دوار الرياح الذي يبعد بحوالي كيلومتر واحد عن مولاي بوسلهام.
و تختلف أعداد النساء باختلاف مواسم الصيد، بحيث يتجهن المتمدرسات بكثرة، خلال الموسم الصيفي لجلب واستقطاب هدا النوع من الصدفيات، بغرض الظفر بمورد مالي يساعد هده الفئة على شراء لوازم الدراسة من كسوة ، واقتناء مقررات دراسية . دون الاتكال على أولياء الأمور. كما أوضحت امي فاطنة ان العمل البحري كان متاح لجميع نساء القبائل الأمر الذي ساهم في بروز الحس بالمسؤولية بعيدا عن الاتكالية.
وأشارت فاطنة رويشق التي تعد من جيل الرواد العارفات بتفاصيل نشاط تجميع الرميخة، بالسواحل البحرية لمولاي يوسلهام، أن المجال البحري يبقى ملاذ مجموعة من النساء رغم تواجد ضيعات فلاحية لأن نساء المنطقة يفضلن العمل بشكل ذاتي، وبدون تدخل خارجي او تحكم من طرف رب العمل. لكن النساء يواجهن اليوم صعوبات في تسويق منتوجهن لتثمين نشاطهن المهني.