اجتاحت جيوش من “العقريش” المعروفة ب السلطعون مؤخرا محمية المرجة الزرقاء، قبالة نقطة التفريغ مولاي بوسلهام التابعة لمندوبية الصيد البحري بالمهدية ، متسببة في خسائر مادية في معدات البحارة الصيادين التقليدين وجامعات المحار الصغير “الرميخة” من نساء دواوير المنطقة. بكل من دوار ولاد مصباح، دوار الرويسية، ودوار رياح.
وساهم هذا المستجد في قلب الموازين البيئية بمحمية المرجة الزرقاء، بسبب انتشار واجتياح العقريش بشكل لافت خلال السنوات الأربع الآخيرة حسب قول بوسلهام احسينة رئيس تعاونية المرجة الزرقاء للصيد التقليدي بمولاي بوسلهام. وهو الأمر الدي ساهم بشكل كبير بوقف عمل نساء المنطقة، اللواتي يتجاوز تعدادهن 500 جامعة للمحار الصغير، بغرض مسايرة التطلعات المعيشية لفائدة ابنائهن وعائلاتهن، نظرا للعائدات المالية التي يتم تحصيلها بعد جني هدا النوع من الصدفيات بالمنطقة.
و اضاف احسينة، أن الأسباب الحقيقة وراء انتشار السلطعون تبقى مجهولة. في حين ان مهنيي الصيد العارفين بخبايا الصيد البحري، يعزون فرضية هدا الانتشار، الى اجتياح و تكدس الرمال بمحمية المرجة الزرقاء، بإعتبارها الدافع الأول والأساسي المساعد للعقريش، للوصول لأماكن تواجد الصدفيات البحرية بشتى أنواعها، بعدما تمكنت الرمال من الأتربة الطينية بالمحمية، أو الأوحال ، مكونة سطح صلب يسهل وصول العقرشة للقضاء على المحار الصغير، من خلال التهامه تاركة وراءها الخراب البحري.
وأوضح الفاعل المهني، ان الوضعية البحرية تفاقمت بشكل كبير، ليصل صداها السلبي لمهني الصيد التقليدي بالمنطقة. من خلال إلتصاق العقريش على شباك الصيد، متسببة خسائر مادية على مستوى الشباك، تنضاف إليها العمليات المتكررة لتمزق الشباك، ناهيك عن هيمنة هدا النوع من الاحياء البحرية الذي يرجح أنه وراء إختفاء مجموعة من الأصناف البحرية، التي كانت الى عهد قريب متواجدة بالسواحل البحرية، خصوصا منها اسماك الصول بوكلي ، لالوط، سمك النون، الصراد ، البوري ….
إلى ذلك أوضحت نوال ازبير رئيسة تعاونية هبة الله لجمع المحار بدوار ولاد مصباح، ان جامعات المحار استبدلت نشاطهن البحري، بالعمل في الضيعات الفلاحية بذات المنطقة، منذ ازيد من أربع سنوات، في خطوة ناجمة عن الوعي المحلي بضرورة المحافظة على المنتوج المتبقي من المحارة قصد تكاثره بالمنطقة ، لضمان مستقبلا عمليات قطف وبيع المنتوج البحري بالشكل الذي يضمن استدامته، وخلق رواج مهني و تجاري لنساء المنطقة. وذلك في ظل النضج المهني الذي وصلت إليه النساء العاملات في جني المحارة الصغيرة، من خلال ابتكارهن عرف مهني متفق عليه، مخافة من انقراض المحار بالمنطقة البحرية، الا ان انتشار العقريش صعّبت من مهامهم البحرية، بسبب تعرض النساء العاملات للهجوم من طرف “الكراب” الذي يقوم باصابة اجسامهن عند محاولات جمع المحار.
وتسببت الصعوبات المطروحة في قطع الطريق أمام نساء المنطقة العاملات بجمع الرميخة، التي كانت متنفسا اجتماعيا واقتصاديا مهما بالنسبة لهن، إلا ان تراجعها مؤخرا، أسهم في توقيق جنيها، لتنضاف لذلك ظاهرة هجوم العقريش على النساء المختصات بجمع هدا النوع من الاحياء البحرية، ناهيك عن تزايد أعداد العقرشة بشكل كبير امام تراجع المنتوج المحلي من المحار، رغم الرراحة البيولوجية المعتمدة بشكل ذاتي واختياري. باعتبار عمليات جني الرميخة من الموروث البحري والتاريخي، منذ سنوات خلت، مصدر رزق لنساء المنطقة .
و تعالت بالمنطقة مطالب جادة موجهة للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، للإقدام على دراسة الوضعية البيئية بالمنطقة، لمعرفة الاسباب الحقيقية وراء هده المعظلة البيئية، التي برزت بشكل واضح ، مؤكدة وجود خلل في التوازن البيئي، في ظل انعدام وجود هده الظاهرة سابقا. كما دعت المصادر المهنية في ذات الصدد، الى التوجه لصيد العقريش، و فتح باب التسويق لهدا النوع من الاحياء البحرية بالشكل الدي يضمن فتح باب رزق جديد لابناء منطقة مولاي بوسلهام، للمساهمة في محاصرة انتشار و تكاثر العقرشة بسواحل المنطقة .