كشف بوسلهام احسينة، رئيس تعاونية “المرجة الزرقاء”، في تصريح خصّ به جريدة البحرنيوز، أهمية التدابير التي اتخذتها الجهات المعنية بقطاع الصيد البحري بميناء مولاي بوسلهام، والتي تهدف إلى تنظيم وعقلنة تسويق الأخطبوط، بالتزامن مع الموسم الصيفي الجاري، بما يضمن استدامة هذا المورد البحري الحيوي ويدعم مداخيل المهنيين المحليين.
وأوضح احسينة أن هناك وعيًا متزايدًا في صفوف المهنيين بأهمية الحفاظ على هذا النوع من الرخويات، في ظل تحديات بيئية ومهنية متشابكة. وأضاف أن بعض الأصوات التي وصفت الموسم الحالي بكونه “ضعيفًا” من حيث المردودية، لا تعدو أن تكون محاولات للتأثير على الجهات الرسمية بهدف تقليص الحصة المخصصة للموسم، والتي حددتها اللجنة المختصة بميناء المهدية في 95 طنًا. غير أن الواقع الميداني، حسب المتحدث، أظهر خلاف ذلك، حيث تمكنت أساطيل الصيد من تجاوز 30 طنًا منذ انطلاق الموسم، وهو ما بعث روح التفاؤل في أوساط مهنيي الصيد التقليدي.
وفي سياق متصل، ثمّن احسينة التفاعل الإيجابي لمهنيي الصيد وتجار السمك مع العمليات التنظيمية على مستوى التسويق، خصوصًا بعد الاعتماد على نظام “الكليك” في حسم صفقات البيع، ما أضفى شفافية كبيرة على عملية الدلالة، وساهم في تحسين المردودية وتسويق المنتوج في ظروف أفضل.
وأشار رئيس التعاونية إلى أن مندوبية الصيد البحري الفرعية، إلى جانب أطر المكتب الوطني للصيد، أشرفت على تفعيل عمليات مراقبة وافتحاص صارمة، شملت التحقق من الحجم القانوني للأخطبوط المصطاد، وكذا مراقبة مدى احترام المهنيين لمعايير الجودة والسلامة الصحية. وقد أبانت المراقبة عن تسجيل أحجام جيدة تراوحت بين 2.2 و5 كيلوغرامات، بأسعار تنافسية بلغت ما بين 90 و106 دراهم للكيلوغرام الواحد.
وعن مردودية الرحلات البحرية، أكد احسينة أن أغلب قوارب الصيد التقليدي عادت بكميات تراوحت بين 30 و100 كيلوغرام من الأخطبوط في الرحلة الواحدة، وهو ما يؤشر على موسم واعد، يُنتظر أن ينعكس إيجابًا على الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية للمهنيين والعاملين بمنظومة الصيد بالمنطقة.
كما نوه المتحدث بحرص الجهات المسؤولة على تنظيم سوق السمك بشكل محكم، ما ساهم في تقنين عملية التسويق وتوجيه القوارب إلى القنوات الرسمية القانونية، بعيدًا عن العشوائية والممارسات غير المنظمة. وشدد على أن مؤسسة الصيد البحري اتخذت منذ انطلاق الموسم الصيفي مجموعة من التدابير النوعية لتحسين ظروف تسويق الأخطبوط، أبرزها فرض استعمال الثلج والصناديق البلاستيكية النظيفة، في إطار احترام معايير السلامة الصحية وسلاسل الجودة.
وختم احسينة تصريحه بدعوة كافة المهنيين إلى الالتزام بالتوجيهات الرسمية، وتكثيف التعاون مع مختلف المتدخلين لضمان استمرارية هذا المورد البحري، الذي يشكل ركيزة أساسية في الاقتصاد المحلي.