استضافت الحسيمة أول أمس الثلاثاء، يوما تواصليا حول فرص الاستثمار المتاحة في قطاع تربية الأحياء البحرية بالإقليم، توجت أشغاله بدعوة المقاولين الشباب للإستثمار في ھذا القطاع الواعد .
ويأتي تنظيم ھذا اليوم التواصلي، بمبادرة من الوكالة الوطنية لتنمية الأحياء البحرية، في أعقاب إطلاق طلبي إبداء الاھتمام لفائدة المستثمرين بشأن تطوير ستة مشاريع ممتدة على 105 ھكتار لتربية الأحياء البحرية بإقليم الحسيمة، منھا مشروعان مخصصان للمستثمرين الشباب. وأكدت كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلفة بالصيد البحري، امباركة بوعيدة، بالمناسبة ، أن تنمية ھذا القطاع الواعد يدخل ضمن رؤية استراتيجية مبنية على أسس تشاركية متوجھة نحو التنمية المستدامة.
وبعد أن ذكرت بأھداف مخطط ”ھاليوتيس“، أشارت بوعيدة إلى أن تنمية الأحياء البحرية يعد قطاعا جديدا انخرط فيه المغرب باعتباره ”رافعة حقيقية للتنمية المستدامة والتنمية السوسيو اقتصادية“، مبرزة أن ”طموحا كبيرا يحدو المغرب لكي يصبح من الأوائل في ھذا المجال. “ وسجلت أن الوزارة ووكالة تنمية الأحياء البحرية تشتغلان ل ”رفع التحدي وتحقيق الطموح، أي الوصول إلى إنتاج يفوق 200 ألف طن سنويا، من خلال وضع خمسة مخططات تغطي سواحل المغرب، وتحدد بدقة المواقع المحتملة لتطوير ھذا النشاط، من بينھا مخطط خاص بجھة طنجة تطوان الحسيمة“. وتابعت بوعيدة أنه سيتم العمل على ”مواكبة المستثمرين الراغبين في ولوج القطاع لإرساء نسيج اقتصادي، يمكن من إحداث فرص الشغل وتحقيق الأمن الغذائي، وخلق قيمة مضافة اقتصادية واجتماعية وإيكولوجية“.
وبخصوص إقليم الحسيمة، أشارت كاتبة الدولة إلى أن المنطقة تتوفر على بنيات تحتية مھمة وطرق ربط متشعبة مع مختلف جھات المغرب والخارج، سواء عبر الطرق أو الموانئ أو المطارات، ما يوفر بيئة مواتية لتنمية قطاع الأحياء البحرية، وذلك عبر مقاربة تشاركية مندمجة، تأخذ بعين الاعتبار البعد الإيكولوجي . وأعلنت أن تقديرات إنتاج المشاريع الستة موضوع طلب إبداء الاھتمام بالاستثمار في تنمية الأحياء البحرية بإقليم الحسيمة تصل إلى 5132 طنا، مبرزة أنھا ستمكن من خلق المئات من فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن تطوير الكفاءات المحلية، ما يضمن الرفع من مردودية المشاريع واستدامتھا.
من جانبھا، سجلت المديرة العامة لوكالة تنمية تربية الأحياء البحرية، مجيدة معروف، أن ھذه الأبواب المفتوحة تسعى إلى تقريب كل المعلومات الضرورية من المستثمرين المحتملين في ھذا القطاع، خاصة بإقليم الحسيمة، سواء تعلق الأمر بالمعطيات التقنية الخاصة بتربية الأحياء البحرية أو المساطر الإدارية للاستثمار، أو إمكانيات التمويل. واعتبرت المسؤولة أن ھذا القطاع يعتبر ”نشاط المستقبل“ بالعالم، بالنظر إلى تراجع المخزونات السمكية في الأوساط الطبيعية، موضحة أن المغرب يسعى لأن يكون في قلب ھذا التوجه العالمي، علما أن 50 في المئة من الأسماك المسوقة على مستوى العالم متأتية من المزارع .
وأشارت إلى أن المغرب يتوفر على مؤھلات كبيرة في ھذا المجال ، تتمثل أساسا في امتداد الشريط الساحلي على طول 3500 كلم ومناخه الملائم، مبرزة أن إنتاج تربية الأحياء البحرية حاليا، والمقدر ب 600 طن سنويا، يبقى أقل من الإمكانات المتاحة، ومن إنتاج الدول القريبة من المغرب. وعلى صعيد الحسيمة، سجلت السيدة مجيدة معروف أن مؤھلات القطاع “ أكبر من قدرة المشاريع الستة موضوع طلب إبداء الاھتمام“، مذكرة بأن تنفيذ ھذه المشاريع سيحترم متطلبات البيئة والتنمية المستدامة، خاصة المناطق المحمية بسواحل الحسيمة.
و اعتبر عامل إقليم الحسيمة، فريد شوراق، أن ھذا اليوم التواصلي سيمكن من إبراز كل المؤھلات التي تزخر بھا شواطئ المنطقة، وإمكانات الاستثمار لاستغلال ثرواتھا البحرية. وبعد أن أكد على العناية السامية التي يوليھا جلالة الملك محمد السادس لتنمية منطقة الحسيمة، أشار إلى أن التجربة الأولى تھم ستة مشاريع، أربع منھا مخصصة للمستثمرين الوطنيين والدوليين، واثنان مخصصان للشباب المقاول بإقليم الحسيمة. وشكل اليوم التواصلي مناسبة للمستثمرين، وخاصة المقاولين الشباب، للاطلاع على فرص الاستثمار ضمن المشاريع الستة موضوع طلب إبداء الاھتمام، والموزعة على أربعة لتربية الصدفيات وإثنين لتربية الأسماك. كما مكن من التعرف على كل المعلومات والإجراءات الإدارية ذات الصلة ، وذلك من خلال لقاءات مباشرة مع مسؤولي مختلف الإدارات والمؤسسات المتدخلة.
البحرنيوز: ناس هيس