الداخلة/ متابعة: سجلت الساعات الصباحية ليوم أمس الاثنين 22 يوليوز 2019 وصول مركب الصيد بالخيط “خليل الله” إلى ميناء الداخلة مقطورا من طرف سفينة البيلاجيك (RSW) المسماة “POLAR” من مسافة طويلة غرب مدينة الداخلة.
وفور ولوج مركب الصيد بالخيط “خليل الله” ميناء المدينة، خصصت قبطانية الميناء مكانا خاصا لرسو المركب المعني، لتجنيبه أي خطر محدق، في ظل عدم قدرته على المناورة. فيما قامت مندوبية الصيد البحري بسحب سجل المركب كما جرت العادة، لمنعه من الإبحار، إلى حين إصلاح العطل الذي كان قد تعرض له في البحر، و القيام بزيارة تقنية بعد دلك للتأكد من قدرته على الملاحة.
وبحسب مصادر مهنية في تصريحها لجريدة البحرنيوز، فإن الانفراج الكبير في قضية مركب الصيد بالخيط المسمى “خليل الله” و المسجل تحت رقم 3/ 762، جاء بفضل مجهودات مصلحة السلامة ورجال البحر والإنقاذ، بعدما تعذر التنسيق مع مراكب الصيد التي كانت تصطاد في المنطقة، على بعد 70 ميلا عن ميناء المدينة، و عدم استجابتها لطلبات التدخل، لقطر المركب المنكوب الذي فقد مروحة الدفع أثناء عملية الصيد. حيث تم التنسيق مع سفينة البيلاجيك المملوكة لمجموعة “بيشا”، التي قامت تطوعا بقطر مركب الخليل لساعات طويلة، و إيصاله إلى أرصفة ميناء الداخلة.
و قال في تصريح رضوان الحتيوي، ربان مركب الصيد بالخيط “خليل الله”، أن هذه الرحلة تعد الأولى للطاقم المكون من 17 بحار، حيث أثناء عملية صيد انسلت مروحة الدفع من مكانها، و بقي المركب فاقدا للحركة والمناورة، مع تسرب المياه من جانب قناة رمح المحرك، “فشغّلنا يقول رضوان، ثلاثة مضخات للتغلب على المياه التي كانت تتسرب الى الداخل، و تابعنا الاتصالات بالجهات المعنية”، لتتدخل البحرية الملكية على الخط من خلال توجيه مركب الصيد الساحلي بالجر “زوهو”، الذي قام بقطر المركب المنكوب، يتابع الربان حفيظ لمسافة تصل إلى 16 ميلا عن نقطة الحادث. و بعده تدخل مركب “المرابيط “الذي قطر “خليل الله” لمسافة 5 أميال تقريبا، لكون مركبي الجر مقيدين بحاجز الأيام الممنوحة لهم للاستفادة من مصيدة التناوب برسم الموسم الصيفي للإخطبوط.
و أكد الربان، أنهم قضوا 5 أيام كاملة من الذعر، و العيش على الأعصاب، في وقت انقطعت الرحمة و الإنسانية، و تنكر العديد لحالة مركب الخليل المنكوب و على مثنه 17 بحارا. كما انقطعت الاتصالات مع ربابنة بعض المراكب القريبة. و كانت البحرية الملكية في كل مرة تقدم إشارات، عن قدوم مراكب صيد يقول المصدر، لقطرنا نحو الميناء، إلا أنه لم يلتزم أي أحد للتطوع لدلك، فبقينا لمدة 5 أيام في انتظار الفرج، و نوبة الهلع متملكة غالبية الطاقم.
وأضاف ربان المركب أن أحد البحارة قد سقط “مغشيا عليه من شدة سيطرة الخوف عليه، فتعاملنا مع حالته و حافظنا نوعا ما على هدوئنا حتى تدخلت سفينة البيلاجيك “POLAR”، التي قطرتنا نحو ميناء الداخلة من مسافة 76 ميلا”، و كانت الرحلة جد عسيرة يقول خليل، “اعتبارا لحجم و سرعة مركب بولار POLAR مع مركب الخليل، حيث ازدادت الأمور سوءا بعدما اشتدت الرياح بشكل كبير، انقطعت معها حبال الجر سبع مرات متتالية، لكن الحمد لله على فضله نحن سالمين” يؤكد الربان حفيظ.
و لم تنحصر معاناة بحارة مركب الصيد بالخيط “الخليل” في البحر فقط، بل معاناة أخرى يواجهها الطاقم الدي لا يتوفر على ثمن تذكرة السفر، للالتحاق بأهله و ذويه. لأنه لم يحقق أي شيء خلال رحلته الأخيرة، و التي كانت أول رحلة بالنسبة للجميع، كما أن البحار المريض نقل إلى مستشفى مدينة الداخلة، و هو اليوم في حالة جيدة، يقطن بأحد فنادق المدينة على حساب ربان المركب. وذلك في انتظار تدخل الجهات المهتمة لتوفير رحلات السفر إلى الديار.