أرجأت وزارة الصيد البحري الحسم في موعد إنطلاق الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط ،إلى موعد لاحق، مع تأكيد تمديد الراحة البيولوجية لمدة ستحسمها اللقاءات التشاورية التي ستنعقد الأسبوع القادم .
وأوضحت مصادر عليمة حضرت اللقاء إلى جانب عدد من التمثيليات المهنية، أن خلاصات الأبحاث التي قام بها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، كانت حاسمة في التأجيل، خصوصا أن الرحلات الإستطلاعية، أكدت إنتشار صغار الأخطبوط في مجموعة من المواقع. وهو ما يتطلب تمديد الراحة البيولوجيةّ لأزيد من أسبوعين .
وفالت مصادر مطلعة أن لقاء سينعقد يوم الخميس 31 ماي بمقر جامعة الغرف، من المنتظر أن يجمع مهنيي الصيد الساحلي والصيد في أعالي البحار، إلى جانب ممثلين عن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري وكذا الوزارة الوصية، سيليه لقاء آخر مع ممثلين عن قطاع الصيد التقليدي ، وهما لقاءان سيحسمان إلى حد بعيد في قرار إنطلاقة موسم الصيد بعد عيد الفطر، فيما تصب التأويلات المهنية التي إستقتها البحرنيوز ، في إتجاه تمديد الراحة البيولوجية لشهر كامل، في أفق إنطلاق رحلات الصيد يوم فاتح يوليوز 2018.
إلى ذلك كشفت مصادر مهنية محسوبة على قطاع الصيد التقليدي تدمرها من التوجه الذي سلكه اللقاء، خصوصا أن القطاع التقليدي، يرتبط بتوجهه المعاشي، حيث أن المهنيين يراهنون على إنطلاق موسم الصيد في موعده، من أجل تحقيق نوع من الإستقرار المادي. وأبرزت المصادر في ذات السياق أن الأخبار القادمة من محيط مصيدة الأخطبوط، تؤكد وجود أحجام تسويقية ممتازة ب “الكوشطة” مقارنة مع الأعالي، حيث يطالب المهنيون إطلاق موسم الصيد بشكل متفاوت بين الأساطيل المختلفة.
وفي موضوع متصل شكلت المناطق المغلقة محط نقاش بين مهنيي الأعالي والإدارة الوصية، سيما ان مجهزي الصيد في أعالي البحار ظلو يطالبون بإعادة النظر في هذه المناطق، التي أثرت بشكل كبير على مردودية البواخر في الموسم المنصرم، متسببة في عدم إتمام الكوطا المخصصة للقطاع ، وهي مناطق ظلت تشكل منطق خلاف بين الإدارة والمهنيين من جهة، وكذا بين المهنيين خصوصا الربابنة والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري من جهة آخرى.
ودعا لقاء إحتضنه المعهد العالي للصيد البحري بأكادير مؤخرا بتنظيم من الجمعية المغربية لربانية صيد الرخويات، وبحضور ممثلين عن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري وآخرين عن إدارة الصيد بالإضافة إلى الربابنة، إلى ضرورة مراجعة المناطق المغلقة، خصوصا في الشق المتعلق بالمساحة التي لا تنسجم حسب تعبير الربابنة وأهذاف الإغلاق، حيث أكد “الرياس” أن المناطق المغلقة قد تسببت في ظغط كبير على بعض المصايد دون أخرى ، حتى أنها تحولت لما يشبه الطريق السيار الذي يسلكه الربابنة مضطرين، ما ولد ضغطا رهيبا حد إجهاد المصايد، التي لم تستطع الإستجابة لمتطلبات الكوطا في الموسم المنصرم.
وأوضح الربابنة انه بعدما كانت البواخر تصطاد بشكل متفرق بالمصيدة الجنوبية، أصبحت مرغمة على التجمع في مناطق بعينها، ما أثر سلبا على الكتلة الحية لبعض المصايد التي تم شفطها بين عشية وضحاها، لتستمر البواخر في غربلة المياه دون جدوى .
وفي سياق متصل نبه منخرطو الجمعية إلى كون بعض المناطق المغلقة، من قبيل المنطقة المعروفة ب”خنينيزة “، قد أثرت بشكل كبير على المخزون، بإعتبارها ظلت تشكل متنفسا لبواخر الصيد، وتخفف على مصايد الأخطبوط، حيث كانت البواخر التي تقترب من إستنفاذ الكوطا، تعمد لتنويع صيدها عبر قصد المنطقة المذكورة، التي تتوفر على تنوع بيولوجي مهم .