ألا تستحق القنيطرة سوقا للبيع الثاني يليق بالمكانة البحرية والثقافة الإستهلاكية للأسماك التي تتميز بها المنطقة ؟ هكذا تساءل عدد من التجار في تصريحات متطابقة إستقتها البحرنيو، يجمعها التأسف على عدم وجود سوق للبيع الثاني بمواصفات تجعل المستهلك المحلي للمنتوج البحري ، في عمق الإهتمام ، لاسيما وان المدينة هي تتوفر على ميناء واعد ، كما تستقطب الأطنان من الأسماك المتدفقة من مختلف المدن المينائية بالمملكة .
وأصبح هذا المطلب أحد الملتمسات التي تكتسي طابع الأهمية في الأيام الآخيرة ، بالنظر لغياب مكان مخصص للبيع التاني. لا سيما و ان المكان السابق الذي كان على بعد أمتار قليلة من بوابة ميناء المهدية، يشهد مشاريع بنيوية تهم الطريق ومكان ركن السيارات، والتي باشرتها الجهات المختصة مؤخرا. وهو المعطى الذي أثر بشكل كبير على حجم اسماك العبور المتدفقة على المنطقة.
وأكد مهيدي عطيف رئيس جمعية تجار السمك بالجملة بميناء المهدية في تصريح لجريدة البحرنيوز، ان تجار السمك بالجملة والتقسيط بالاضافة الى الموزعين البحرين، يطالبون الجهات المسؤولة بتخصيص مكان مؤقت بالقرب من موقع تواجد آليات جرف الرمال المتوقفة عن العمل، الى حين تفعيل مشروع لإنجاز سوق سمك للبيع الثاني، يضمن انسيابية تدفق المنتوجات السمكية بشكل قانوني.
و أوضح عطيف في مسترسل حديثه، أن الظرفية التجارية البحرية تحتم اليوم مبدأ الاستعجالية في تخصيص فضاء للبيع الثاني في ظل، طول انتظار الموزعين وتجار السمك، خص المدينة بسوق السمك للبيع التاني، يواكب التطورات التجارية البحرية، بما يضمن الحفاظ على السلامة الصحية للمنتجات السمكية المستقطبة من مختلف موانئ المملكة. وأبرز في ذات الصدد أن الشاحنات ذات نظام التبريد تقوم بالحفاظ على المنتوجات السمكية تحت خمس درجات مئوية، إلا ان المؤثرات الخارجية، من رياح وحرارة تساهم في تقليص جودة المنتوجات السمكية و تراجع اثمنتها بشكل كبير.
وإلى ذلك أفاد تويس بوغابة عضو المجلس الجماعي بالمهدية عن أسفه الشديد للظروف التي تتم فيها العملية التجارية، والوضعية التي يتخبط فيها تجار السمك و الموزعين التابعين للمهدية، خصوصا ان منطقة المهدية أضحت اليوم تستهوي الراغبين في بيع منتجاتهم السمكية بشكل كبير، وذلك بسبب انتشار نقاط بيع المنتوج السمكي، التي يتوجه لها تجار السمك بالتقسيط بكل من سيدي سليمان، سيدي قاسم، لخميسات… وهو الأمر الذي يخلق انتعاشة حقيقية تبرز بشكل ملموس في ولوج أزيد من 60 طن من المنتوجات السمكية بشكل يومي إلى المنطقة ، حيث تنشط تجارة الجملة ونصف الجملة والتقسيط بمخلف حواضر اقليم القنيطرة.
وأشار تويس في ذات الصدد، ان المجلس البلدي خصص حيزا ماليا لإقتناء بقعة أرضية لإنجاز سوق السمك للبيع التاني، يضاهي باقي أسواق السمك للبيع التاني على المستوى الوطني، من حيث الخدمات المقدمة و المرافق الادارية و التجارية و الاجتماعية، في انتظار تحديد البقعة التي ستحتوي المشروع، بغرض مواكبة النشاط التجاري البحري بالشكل المطلوب، خصوصا ان عدد الموزعين على ظهر الدراجات النارية يتجاوز 180 موزعا في حين مستعملي السيارات النفعية يتجاوز 207 تاجر.
ووثقت عدسات الكاميرات مجموعة من التحديات التي تواجه تجارة البيع الثاني، بفضاءات العرض العشوائية الحالية، في مشاهد تسيء لتجارة السمك بالجملة، لاسيما في ظرفية يعمل فيها القائمون على الشأن البحري، على الإرتقاء بمفهوم تجارة السمك، وتغيير بعض أعرافها، على مستوى البيع الأول ، وكذا التحكم في قنوات التسويق، غير أن مثل هذه الأنشطة، هي تشجع إلى حد بعيد على خلق نقط سوداء، تهد مختلف المجهودات الرامية إلى تخليق الممارسة المهنية.