طفت على السطح خلال السنوات الآخيرة عدائية “الأوركا” حيث زادت مهاجمته للقوارب واليخوت السياحية ، في مشهد بدأ يهدد التعايش الذي ميز علاقة هذه الحيتان الضخمة مع الإنسان على مستوى مضيق جبل طارق.
ويقول فاعلون مهنيون أن هذه الدلافين الضخمة إستوطنت المنطقة التي تعرف نشاطا متزايد لإستهداف أسماك ابوسيف، حيث تمارس حيتان الأوركا مجتمعة في أسراب نشاط الصيد لإشباع نزوتها الغذائية ، إذ تقترب أكثر من إحدى محميات التونيات بالمنطقة، لاسيما وأن هذا النوع من التدييات البحرية يشتهر بإستهدافه لمجموعة من الأنواع البحرية بما فيها التون والإسبادون. وهو ما يدخله في كثير من الأحيان في مواجهة مع الصيادين ، حتى ان في السنوات الآخيرة تحولت المواجهة إلى هجمات مسترسلة، كادات أن تتسبب في غرق قوارب للصيد التقليدي بالمنطقة .
وتوضح المصادر أن الأوركا هو نوع عابر ونهم، بإعتباره يتغدى على كميات كبيرة من الأسماك والأنواع البحرية المختلفة قد تصل ل 400 كلغ في الساعة ، وهو يتواجد بشكل كبير قبالة مياه القصر الصغير، هذه المنطقة التي تعرف أيضا نشاطا متزايدا لقوارب الصيد التقليدي تزامنا مع موسم سمك أبوسيف أو التون. وهو المعطى الذي يفتح باب التأويل في كون الصيادين زاحموا الأوركا على مصطاداته، أو خطفوا منه بعض المصطادات ما يجعله يهاجم بطرق عدوانية.
إلى ذلك ومع تطور الإهتمام بالظاهرة خرجت إحدى الدراسات الجديدة لتقلل من القصدية في الهجومات التي تنفذها حيتان الأوركا ، حيث سلط تقرير جديد صادر عن اللجنة الدولية لصيد الحيتان، الضوء على السبب الذي يعتبره التقرير الأكثر ترجيحًا وراء اصطدام هذه الحيتان القاتلة بالقوارب بشكل خطير، بمعدل ينذر بالخطر، إذ كشف التقرير أن الحيتان القاتلة مجرد مراهقين يعبثون، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست.
وقال الخبير ألكسندر زيربيني: “بما أن الثدييات البحرية الشابة لديها الوقت الكافي، فقد حولت عملية بروز قطع الدفة إلى رياضة مائية، وأضاف “نعتقد أن الحيتان القاتلة تستفيد من هذا الأمر، فهي تستمتع بما يحدث”، وتابع: “إنهم يلعبون، من الواضح أنهم لا يفهمون أن هذه المسرحية يمكن أن تلحق الضرر بالقوارب”.
وبالتساؤل لماذا بدأت الحيتان المراهقة في القيام بذلك مؤخرًا فقط؟ يجيب خبراء أن سبب قيام الحيتان بهذه الأمور الخطيرة خلال السنوات الأخيرة، وليس قبل ذلك، يعود إلى حرارة المياه والمتغيرات المناخية، التي تسببت بتبدّل رغبات الحيتان القاتلة، المعروفة بأنها مزاجية وطبيعتها تقلبية.
ويشير المهتمون أن الحيتان في أواخر الثمانينيات كانت تحمل سمك السلمون على رؤوسها بشكل غريب لمجرد أن آخرين كانوا يفعلون الشيء نفسه، وهي ظاهرة إستمرت لمدة ثم إختفت ، حيث تقلد الثدييات البحرية الصغيرة نظيرتها الكبيرة، ” فيما يشير ذات المهتمين إلى أهمية الظاهرة بما تثيره من فضول للبحث والإستكشاف.
ويقترح الباحثون ضمن الطرق التي يمكن لأصحاب القوارب اللجوء إليها من أجل معالجة مشكلتهم مع الحيتان، ربط خيوط بلاستيكية بأسفل القوارب، وهي طريقة ستدفع الحيتان للابتعاد ظناً منها أن هذه الخيوط قناديل بحر مؤذية.