دقت الجمعية العامة للأمم المتحدة ناقوس القلق بخصوص مستقبل الأعشاب البحري مبرزة في تقرير لها أن 21 في المائة من أنواع الأعشاب البحرية مصنفة ضمن الأنواع شبه المهددة والمعرضة للانقراض والمهددة بالانقراض بموجب القائمة الحمراء للأنواع المهدَّدة الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
وتعيش الأعشاب البحرية على واقع التدهور على الصعيد العالمي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، إذ وبحسب التقديرات التي أوردتها الأمم المتحدة في تقرير سابق ، تُفقد سنويا نسبة 7 في المائة من هذا الموئل البحري المهم في أنحاء العالم. وهذا ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم من الأعشاب البحرية في كل 30 ثانية.
وعددت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع ، في الضغوط المجتمعة لتنمية السواحل، والتلوث، بما في ذلك الجريان السطحي من اليابسة، وتغير المناخ، والتجريف، وأنشطة الصيد وركوب القوارب غير المنظمة، هي عوامل رئيسية لتدهور الأعشاب البحرية والنظم الإيكولوجية المرتبطة بها. ولا تزيد نسبة الواقع منها في المناطق البحرية المحمية عن 26 في المائة.
وإعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مايو 2022، قرارها 265/76 الذي أعلنت فيه يوم 1 مارس بصفته اليوم العالمي للأعشاب البحرية. إذ سلط القرار الضوء على الحاجة الملحة إلى إذكاء الوعي على جميع المستويات، وإلى تعزيز وتيسير الإجراءات الرامية إلى حفظ الأعشاب البحرية، بهدف المساهمة في ضمان صحتها وتنميتها، مع الأخذ في الحسبان أن تعزيز خدمات ووظائف النظم الإيكولوجية مهمٌ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتعد الأعشاب البحرية نباتات بحرية مُزهرة تنمو في المياه الضحلة في أجزاء شتى من العالم، من المناطق المدارية إلى الدائرة القطبية الشمالية. وتوجد في 159 بلدا موزعة على ست قارات، وتغطي مساحة تفوق 300 ألف كيلومتر مربع، مما يجعلها أحد الموائل الساحلية الأوسع انتشارا على وجه الأرض.
وتشكل الأعشاب البحرية مروجا واسعة تحت سطح الماء، وبذلك تكون موائل معقدة وعالية الإنتاج وغنيه بيولوجيا. كما أن للأعشاب البحرية أهمية كبيرة في مد النظام الإيكولوجي بوفرة من الخدمات عالية القيمة التي تسهم بشدة في تعزيز عافية النظم الإيكولوجية في العالم، ورفاه البشر، وأمن المجتمعات الساحلية