على طول ساحل خليج وادي الذهب، تنتشر وحدات لإنتاج وتربية أنواع مختلفة من الأحياء البحرية التي تتميز بقيمة غذائية عالية، تنضاف إلى تنوع الثروات السمكية التي تزخر بها الجهة.
أحمد كيدة، صاحب وحدة إنتاجية بالداخلة، أورد أن الصدفيات المائية التي تعيش في السواحل ذات المناخ المعتدل أو الحار تكون أضخم، وتأتي على شكل بذور من فرنسا، ويتم وضعها في المياه لمدة طويلة حتى تنمو ويتضاعف حجمها لتصير صالحة للاستهلاك.
وأضاف المصدر ان “125 طنا هو إنتاج هذه الوحدة الإنتاجية لتربية الأحياء المائية، منتجات تتنوع بين المحار وبلح البحر وحلزون البحر وأنواع أخرى”، مضيفا أنه “يتم استيرادها من دول أوروبية على شكل بذور، فتتم رعايتها في أحواض مخصصة وفق تقنية متطورة في هذا المجال مستفيدة من الظروف المناخية والبيئية التي تساعد على النمو السريع لهذه المنتجات”.
وكشف أحمد أن المشروع ناجح، وأن خليج وادي الذهب يتيح للمحار أن ينمو في فترة لا تتجاوز في أسوأ الأحوال سنة، بينما يحتاج نموه في مناطق أخرى من العالم إلى فترة تصل إلى ثلاث أو أربع سنوات. وقال: “الدولة أنشأت وحدة خاصة في قطاع الصيد البحري، مهمتها توفير كل الإمكانيات لتربية هذا النوع من أحياء البحر، والعمل على مراقبة تجارتها وطريقة تربيتها”.
الوحدة، بحسب المتحدث، توفر فضاء سياحيا يتميز بالجمال الطبيعي والسحري لشواطئ خليج وادي الذهب، ويستقطب السياح الأجانب والزوار من الداخلة ومدن مختلفة من شمال المملكة من محبي هذا النوع من الوجبات البحرية الطرية.
“تربية الأحياء المائية قطاع بات يستقطب مزيدا من الاستثمارات بلغت 10 وحدات إنتاجية لتربية الأحياء المائية، تنتشر على الجانب الغربي لخليج وادي الذهب”، يقول أحمد كيدة، مضيفا أن القطاع “سيساهم في النمو السياحي والتنوع الغذائي على مستوى الداخلة التي تتميز بإمكانياتها السياحية وثرواتها السمكية الهائلة”.
وقد صارت هذه التجارة المربحة تستهوي، في الآونة الأخيرة، مجموعة من المستثمرين؛ حيث توجد مجموعة من الشركات التي تعمل في هذا المجال، رغم أن استهلاك المحار يبقى ضعيفاً في المغرب مقارنة بدول أخرى، “وهو الأمر الذي جعل الداخلة محط اهتمام من طرف الزوار من الداخل والخارج من أجل الاستفادة من هذه الأغذية المتنوعة، والتمتع بمناظر الداخلة الخلابة”، يشرح المتحدث ذاته.
القيمة الغذائية العالية للصدفيات والظروف الطبيعية الملائمة لتربية هذا النوع من الأحياء المائية في خليج الداخلة، عوامل ساهمت في بروز هذه المشاريع لتربية وإنتاج الأحياء المائية التي تغطي مساحة مائية مهمة من سواحل الخليج، وتشكل قيمة غذائية تنضاف إلى الثروة السمكية التي تزخر بها سواحل الداخلة.
البحرنيوز : نشر في هسبريس