ناقش الطالب الباحث الدردابي محمد رضا، أطروحة دكتوراه في البيولوجيا حول موضوع دراسة متعددة الأبعاد في نشاط الصيد التقليدي في مجال المحمية البحرية المستقبلية بجبل موسى يوم السبت 4 مارس 2023 كلية العلوم التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان. وهي المناقشة التي مكنت الطالب الباحث من الحصول على ميزة مشرف جدا مع التنويه.
وناقش الطالب الباحث الدردابي محمد رضا أطروحته، تحت إشراف، مكريم عبد اللطيف عميد جامعة الحسن الاول بسطات العميد السابق لكلية العلوم بتطوان، وبتأطير من اكسيسو مصطفى أستاذ التعليم العالي بكلية عبد المالك السعدي بتطوان، حيث تناولت الأطروحة موضوع البحث المعمق في الصيد التقليدي، ارتباطا بالمحمية البحرية المستقبلية ببليونش، إذ رصدت هذه الدراسة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى مضيق جبل طارق، بشكل ميداني نشاط الصيد التقليدي، الذي تناولته من الناحية الإقتصادية والإجتماعية.
وأكد مصطفى فردوس مندوب الصيد البحري بالمضيق ، على أهمية هذه البحوث العلمية والأكاديمية، في سياق إنفتاح الجامعة على محيطها، في تنوير مجال الصيد، مع إبراز اهمية قطاع الصيد البحري في السهر على تنظيم هدا القطاع، من خلال إنجاز محميات بحرية، التي تساهم بشكل مباشر في الحفاظ على التنويع البيولوجي والتوازن البحري، موضحا في ذات الصدد، أن الساحة البحرية متعطشة لمثل هذه البحوث التي تقوم بتفسير وتوضيح مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بافستدامة والتنوع في علاقتها بالبعد الإجتماعي للبحارة والمهنيين.
وبالعودة إلى موضوع الأطروحة، فقد تناول الباحث الجامعي الحاصل على دبلوم مهندس الدولة في الصيد البحري من معهد الحسن الثاني بالرباط سنة 2009، بالدراسة تفاصيل قطاع الصيد التقليدي بالمنطقة، من خلال الكشف عن آليات الصيد المستعملة، و تحديد نوع الأحياء البحرية المصطادة بالمنطقة، أنواعها وكمياتها من خلال تتبع نشاط الصيد لسنوات، لأزيد من سنة و نصف من العمل الميداني و الاستكشافي الأكاديمي. كما همت الدراسة البحث عن التدخلات الممكنة بين نشاط الصيد التقليدي مع أنواع الأحياء البحرية المحمية، والمهددة بالانقراض من قبيل السلاحف البحرية. هدا وتم التركيز على دور المرأة البحرية في قطاع الصيد التقليدي ببليونش، من خلال رصد تجربة التعاونية النسوية موجة بليونش داخل المنطقة، باعتباره تكتل نسوي رائد في مجال الصيد على المستوى الوطني.
ويبقى الهدف الرئيسي من هذه الأطروحة حسب قول الطالب الباحث الدردابي محمد رضا، في تصريحه لجريدة البحرنيوز، دراسة الشق الاجتماعي البحري باعتبار المنظومة البحرية حلقة مهمة ، حيث تمت عملية جس النبض لمعرفة رؤية المهنيين للمحمية البحرية المستقبلية و الكشف عن مدى قابليتهم و معرفتهم بتفاصيل المحمية البحرية مع إبراز دور المرأة البحرية بالمنطقة. ساعده في ذلك منصبه الإداري بالمندوبية الفرعية لنقطة الصيد ببليونش، حيث أسعفته تجربته العملية والمهنية بشكل أساسي في التفكير في دراسة أبعاد نشاط الصيد التقليدي، في مجال المحمية البحرية المستقبلية بجبل موسى قطاع الصيد التقليدي .
وحسب ما جاء في اطروحة الدكتوراه فان السبب الرئيسي من اقحام الشق الاجتماعي البحري بأطروحة الدكتوراه، كان هو عدم اعتماد الدراسات السابقة المنجزة قبل إنشاء المحميات البحرية ، على البعد الاجتماعي البحري، من خلال الإهتمام بتصورات الصيادين، حيث أظهرت النتائج الاستقصائية المعتمد في البحث الأكاديمي العلمي، أن المهنين يهيمن على تصوراتهم القبول لنظام تقسيم مناطق المحمية البحرية المستقبلية، نظرا لأن جميع معدات الصيد المستعملة في المنطقة هي انتقائية، الا ان هناك فئة من البحارة الذين أعربوا عن قلقهم إزاء نقص أو تراجع المصطادات السمكية، وزيادة مصاريف الرحلة البحرية، في حالة اغلاق مناطق معينة أمام الصيد .
وتم جمع البيانات والمعطيات والمعلومات من خلال المساحات الميدانية والخرجات البحرية، التي توضح تواجد أنواع متعددة من الأسماك. إذ يوجد 31 نوعا ذو قيمة تجارية عالية، تنتمي هذه الأنواع ل 9 مجموعات مختلفة. كما تم تحديد 16منطقة صيد، وتحديد المراجع الجغرافية 14 منها ضمن مناطق المحمية البحرية، و اثنان قريبتان من حدود المحمية. هدا ورصد البحث الميداني اعتماد البحارة في عملية صيدهم على 8 تقنيات للصيد، منها استعمال الخيوط الطويلة المخصصة لصيد سمك البوراسي .
يذكر أن لجنة المناقشة ضمت كل من مكريم عبد للطيف عميد جامعة الحسن الأول بسطات رئيسا إلى جانب كل من نرد بناس ، وسمية فهد، احمد العمراتي، باعتبارهم أساتذة التعليم العالي بكلية العلوم بجامعة عبد المالك السعدي، هدا بالإضافة الى الأستاذ أحمد الطاهري من كلية العلوم بمدينة الجديدة، التابعة لجامعة بوشعيب الدكالي، ناهيك عن مندوب الصيد البحري بالمضيق و تريبلي باتريك مدير سابق لـ محمية خليج somme بفرانسا.