تتطلع تعاونية كورديليا للصيد البحري لإدماج مجموعة من النساء المنتسبات إلى التعاونية النسوية، في سوق الشغل المرتبط بخياطة الشباك بعد اكتسابهن لأهم الآليات المعرفية والتقنية في هذا المجال، داخل مركز التكوين بالتدرج في الصيد البحري بالمضيق، التابع للمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش ، وذلك بعد أزيد من سنة من التأطير في المجال البحري.
وقالت راندة بدوكة أمينة مال التعاونية والتي تشغل في ذات الآن مؤطرة بمركز التكوين بالتدرج في الصيد البحري بالمضيق، أن قرابة 40 من نساء تعاونية كورديليا، تنتظرن بفارغ الصبر امتهان مهنة خياطة الشباك، من خلال الإستفادة من البرنامج الحكومي “أوراش”، الذي يسمح للمقاولات الاقتصادية الصغرى والمتوسط بخلق فرص شغل جديدة، كما يضمن للمستفيدين الحصول على دخل شهري لمدة سنتين ، لا يقل عن الحد الأدنى للأجر خلال مدة الورش، إلى جانب الاستفادة من التغطية الاجتماعية، بما فيها التعويضات العائلية.
وأكدت بدوكة، أن فكرة ولوج هدا البرنامج وافستفادة منه، يعد خطوة إيجابية استحسنتها نساء المنطقة، التي باث المجال البحري ضمن أنشغالاتهن اليومية. وهو الأمر الذي ساهم في تبلور فكرة إضفاء صبغة تكوينية، تساهم في إدماجهن مستقبلا في سوق الشغل، بعد حصولهن على الوثائق البحرية اللازمة.
وجهزت تعاونية كورديليا ملفا متكاملا للجهات المشرفة على البرنامج، بما في ذاك بطاقة تقنية لمشروع إدماج قرابة 40 امرأة حاصلة على شهادة التكوين في خياطة الشباك، ومنتمية لتعاونية كورديليا داخل برنامج اوراش، حيث أصبحت النساء حسب قول بدوكة، أكثر إلماما بخياطة الشباك، بداية من الخيط الى المخيط ، في انتظار دراسة المشروع و البحث عن الممولين المالين، لبناء مصنع مختص بصناعة الشباك. وذلك في ظل توفر المغرب على مادة خام تساهم مستقبلا بترويج الشباك داخليا ولما لا تصديرها خارجيا، في سياق تشجيع المنتوج المحلي وجلب العملة الصعبة.
وبحكم ارتباطهن الوطيد بقطاع الصيد البحري، وانتمائهن للمناطق الساحلية باعتبارهن زوجات وبنات البحارة، توضح بدوكة في مسترسل حديثها مع جريدة البحرنيوز، فإن التكوين البحري وصل مراحله الأخيرة، بعد أن استكملت المستفيدات تكوينهن النظري والتطبيقي، في مجال خياطة الشباك الذي إمتد برنامجه لقرابة سنة من التكوين والتأطير ، وذلك منذ بداية تأسيس تعاونية كورديليا. وهن اليوم يستفدن من تجارب ميدانية مع البحارة المهنيين ، بمواكبة من أساتذة مختصين في خياطة الشباك. حيث يبقى الرهان حسب قول راندة ، هو تقوية قدرات النساء المستفيدات من التكوين في مجال خياطة الشباك .
يذكر أن برنامج اوراش سيستفيد منه ما يقرب من 250.000 شخصا ، طيلة مدة تنفيذه خلال سنتي 2022 و2023 في إطار عقود « أوراش » تبرمها جمعيات المجتمع المدني، والتعاونيات، والمقاولات، عبر ترشيحات وعقود عمل، خاصة الأشخاص الذين فقدوا عملهم بسبب جائحة كوفيد- 19، والأشخاص الذين يجدون صعوبة في الولوج لفرص الشغل؛ وذلك دون اشتراط مؤهلات.
ورصدت الحكومة غلافا ماليا لتنزيل البرنامج يقدر بـ 2,25 مليار درهم برسم سنة 2022. ويتكون من “أوراش عامة مؤقتة” لحوالي 6 أشهر في المتوسط و”أوراش الإدماج المستدام”، حيث أن الأولى موجهة إلى حوالي 80 في المائة من العدد الإجمالي للمستفيدين من البرنامج، فيما تستهدف الثانية حوالي 20 في المائة من المستفيدين. فيما يتم تسيير هذه الأوراش المتعددة عبر شراكة مع القطاع الجمعوي المؤهل، كما أن كل مقاولة أو جمعية يتم اختيارها من قبل اللجن الجهوية والإقليمية، ستحظى بدعم للتحفيز على التشغيل.