كللت إحدى التجارب الميدانية تخص تربية الطحالب البحرية من نوع “غراسلاريا” على مستوى نقطة التفريغ قاع أسراس التابعة لنفوذ مندوبية الصيد البحري بالجبهة مؤخرا بالنجاح، ضمن عشرين تجربة ميدانية، وذلك بفعل تعاون طلبة الماستر بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان وتعاونية الوفاق للصيد التقليدي، التي تدير مزرعة للطحالب البحرية على مساحة 15 هكتارا. ودالك بغرض تعزيز البحث العلمي الميداني، وربطه بالتطبيق العملي، لتطوير تقنيات زراعية مبتكرة مستدامة خصوصا منها الطحالب البحرية.
وركزت هذه الشراكة يقول حميد السرغيني مدير تعاونية الوفاق، على تجربة عدة طرق بشكل متسلسل ومتواصل لأزيد من ستة أشهر ليتم اعتماد إحدى الطرق الأكثر نجاعة، والتي ابانت عن فعاليتها بشكل ميداني، كثمرة نجاح جمعت طلبة الماستر بتنسيق مع خبراء التعاونية، وذلك اعتمادا على إختبار تقنيات مختلفة، مثل تحسين كثافة الزراعة، وإدخال تقنيات واستخدام هياكل مبتكرة لتعزيز نمو الطحالب في بيئة طبيعية. وأبرز في ذات الصدد أن الإشكالية التي كان يعاني منها المزارعون البحريون، يبقى أهمها عدم إكتمال نمو الطحالب البحرية، بفعل هجوم الأسماك وإلتهامها دون السماح لها بالنمو الطبيعي، رغم أن ظروف البيئة البحرية الطبيعية بالمنطقة تبقى مواتية، الا انها عطلت عمل بحارة الصيد لجني المحصول بشكل سريع و مضمون بالمنطقة، نتيجة غياب طرق علمية مبتكرة لحماية شتلات الطحالب البحرية .
وتمت عملية زرع الطحالب البحرية على مساحة خمسة هكتارات، رغم توفر التعاونية على 15 هكتارا، إلا أنها إرتأت الانتظار الى حين إعتماد طريقة ناجعة للحفاظ على المنتوج من التلف والضياع، مع توسيع عمليات زرع الشتلات يؤكد السرغيني في تصريحه لجريدة البحرنيوز. كما أوضح في ذات الصدد، أن العمل المشترك الذي التزم به كل من خبراء التعاونية بفضل احتكاكهم المباشر مع مراحل نمو الطحالب البحرية، من خلال اعتماد شباك يبقى دورها حماية شتلات الطحالب البحرية من هجوم الأسماك المتكرر. كما تم استعمال حلقات دائرية لمنع تماس الطحالب البحرية عند نموها مع الشباك مخافة تلفها. هدا وقام طلبة الماستر تحديد القياسات و طريقة لف الشباك. وهي تجربة دقيقة جوهرها ييرز السرغيني، تتبع المنتوج من طرف الغطاسة لفترات متواصلة ومستمرة، الى حين نمو وتكاثر الطحالب البحرية.
وأظهرت التجربة نجاعة كإحدى الطرق ذات الكفاءة العالية، المساهمة في تحسين الإنتاجية وتقليل التأثيرات البيئية، بحيث تزن كل شتلة من الطحالب الغراسلاريا 200 غرام داخل الشباك الدائرية الجديدة. وبعد مرور 45 يوما تنمو الطحالب البحرية ليصل وزنها الى كيلوغرام و 200 غرام ، لتتم عملية تحصيل المنتوج، بجني كيلوغرام و ترك الشتلة البحرية بوزن 200 غرام، بهدف استمرار نموها وتكاثرها بشكل سلسل. وهي العملية التي ستساهم في التنمية البحرية بقاع اسراس، على أساس إستثمار الطحالب البحرية كأحد البدائل لتخفيف الجهد على المصايد، حيث سيوفر نشاط الطحالب فرص عمل داخل المنطقة البحرية. وذلك باعتبار الطحالب البحرية من المواد المطلوبة عالميا، بغرض استخدامها في الصناعات الغذائية، الصيدلانية، ومستحضرات التجميل.
وأشار السرغيني في ذات السياق أن العملية منذ بدايتها الى نهايتها، ترتكن على تفاصيل وحسابات دقيقة ، يقوم بها الخبراء والطلبة بتأطير وبشكل مستمر الغواصين، هؤلاء الدين يقومون بتحديد النقاط انطلاقا من اعتماد حبال مزودة بعلامات إرشادية، ليتم وضع الصخور الاسمنتية والحبال والأعمدة، بشكل دقيق، لضمان استقرار الطحالب البحرية المزروعة أمام التيارات البحرية القوية. وهي مجموعة من التفاصيل الإستزراعية، سيتم الشروع في الخوض في تفاصيلها و توسيع من رقعتها شهر فبراير من سنة 2025. إذ ستتم مشاركة التجربة وتعميمها من طرف خبراء التعاونية في وجه جميع المزارب ، التي تعاني من عدم اكتمال نمو الطحالب البحرية، وجنيها بالشكل الذي يتماشى مع استراتيجية الاقتصاد الأزرق.