بدأ الأمل يتسرب لمهني الصيد الساحلي صنف السردين بميناء الداخلة ، بعد أن عادت مجموعة من المراكب صباح اليوم محملة بكميات متوسطة على العموم من أسماك السردين، وبمقومات جيدة ، ما جعل الخبر يشكل إحتفالا على مواقع التواصل الإجتماعي، لاسيما وأن الحدث السعيد ، يأتي بعد أيام من البحث المضني في السواحل المحلية على هذا النوع من الأسماك، تقول مصادر محلية في تصريحات متطابقة لجريدة البحرنيوز.
ووفق مصادر محلية فإن رحلات الصيد التي قادت بعض المراكب إلى العلو شرقي قبالة “الفارو”، مكنت خمس مراكب في المرحلة الأولى من الحصول على كميات محدودة من السردين شكلت “الرشم”، قبل أن تلتحق بها مراكب أخرى ليتطور العدد لأزيد من 20 مركبا ، تمكنت 13 منها من العودة بكميات متوسطة من السردين، لكنها تفتح باب التفاؤل أمام المجهزين للقيام برحلات بحرية ، بعد أن أحجمت عن المحاولة بسبب غياب الرشم، وإرتفاع تكاليف الإنتاج لمستويات قياسية، ظلت تشكل عائقا أمام مراكب الصيد في الإنطلاق في رحلات صيد إستكشافية.
وأضافت ذات المصادر أن مراكب الصيد وجدت نفسها خلال هذه الفترة العصيبة، محاصرة بين سندان غياب المصطادات، ومطرقة قرار توسيع إحدى المحميات على مستوى السواحل المحلية، لتنضاف للمضلعات التي يتم إغلاقها بشكل موسمي ، ما يحدّ من أفاق إستغلال المصيدة، فيما يطالب الفاعلون المحليون من ضرورة إعادة النظر في هذا القرار في ظل الوضعية الحالية ، حيث أكدت ذات المصادر أنه لولا إختراق المراكب للمحمية في السنة الماضية، لفشلت غالبية المراكب في تحقيق الكوطا المرخصة كحقيقة مؤسفة.
ومن المنتظر أن يعرف اليومين القادمين إبحار عدد أكبر من المراكب، في حين يعول مهنيو الصيد عن النتائج التي ستسفرها عنها هذه الرحلات بكثير من الترقب المصحوب بالتوجس من المستقبل، لاسيما وأن مهنيي الصيد كانوا يؤكدون على إعتماد فترة أطول بيولوجية مع بداية السنة الجارية ، لعلمهم المسبق أن الشهور الأولى من السنة عادة ما تكون محدودة على مستوى المصطادات ، كما أن التقلبات المناخية التي تطبع المنطقة عادة ما يكون لها تأثيرها على رحلات الصيد. فيما اصبحت الأسئلة تطرح بشكل عميق لدى أطراف أخرى محسوبة على الوسط المهني، عن جدوى التوقف الذي إمتد لأسابيع ، دون أن يكون لذلك وقع على المصيدة التي ظلت بدون محفزات لمراكب السردين.
ومع تداول خبر ظهور الرشم بسواحل الداخلة بدأت مختلف المراكب تستنفر أطقمها للإنطلاق في رحلات صيد، وتتبع مسار المراكب التي تمكنت في وقت سابق من الحصول على مصطادات من السردين، فيما يعوّل المصنعون المحليون على إستمرارية تدفق المصطادات، التي تشكل مصدرا لتحرك المصانع، خصوصا وأن ظهور السردين سيشكل محفزا للمراكب لمواصلة نشاطها بالمنطقة لتحقيق مصطادات تضمن إستدامة النشاط ، لكون عائدات رحلات الصيد ستخفف من أعباء الرحلات وتعزز فضول المراكب ، حتى ولو تعلق الأمر بغربلة المياه شرقا وغربا بحثا عن السردين . وذلك لبعث الإطمئنان في صفوف الأطقم البحرية، وإعأدة الروح للأرصفة المينائية، تخفيف نفقات المراكب أمام تغول أثمنة المحروقات، وتزايد المصاريف وتراجع المداخيل .