تخلصت قوار الصيد التقليدي ببوجدور من شباك لاشكيط ، إيدانا بدخول موسم حظر هذا النوع من الشباك بالسواحل المحلية في خطوة تم تكريسها لتصبح تقليدا صيفيا في إطار إتفاق مهني جماعي، وذلك بدعم من مندوبية الصيد البحري ببوجدور. و هو توافق مهني أجمع عليه الفاعلون المحليون، في السنوات الاربعة الآخيرة، من أجل ضمان استدامة مصيدة البريكة ، حيث تصبح الشباك المذكورة ممنوعة لمدة ثلاثة أشهر كاملة تحتسب إنطلاق من اليوم الأربعاء فاتح يونيو 2022.
واستبدل مهنيو الصيد التقليدي ببوجدور شباك لاشكيط بإعتماد الصنارات على متن القوارب، حيث اتفق أرباب وأطقم قوارب الصيد التقليدي المحددة في 70 قاربا تنشط باستقطاب سمك بريكة بميناء بوجدور، وفق إفادة محلية، على تخفيف جهد الصيد بعدم استعمال الشباك بمصيدة سمك “البريكة”وذلك بتوجيها من إدارة الصيد على المستوى المحلي ، والاقتصار فقط على استعمال الصنارة، في الفترة الممتدة بين بداية شهر يونيو والي نهاية شهر غشت . لكونها تعتبر فترة تكاثر هذا النوع من الأسماك، ما يتطلب نوعا من الحماية التي تتيح إستدامة المصيدة.
وكشفت مصادر مهنية مطلعة من داخل ميناء بوجدور، ان مهنيي الصيد التقليدي ببوجدور المختصين باستعمال شباك لشكيط المطعمة، إعتادوا على تغيير طريقة صيدهم في صيف كل سنة من خلال استعمال الصنارات، و ذلك بكون الفترة الممتدة بداية من شهر يونيو إلى غاية شهر غشت تعرف تكاثر هذا النوع من المصطادات السمكية بشكل وفير،. وهو الأمر الذي يساهم في امتلاء شباك الصيد بسمك بريكة، الذي يفقد قيمته المالية داخل سوق السمك، بفعل ما تعرضه لحرارة الشمس خلال الموسم الصيفي، مقارنة مع باقي فصول السنة .
ولم يتم إصدار أي قرار إداري أو مرسوم وزاري تؤكد تصريحات متطابقة للفاعلين المهنيين ببوجدور، يثبت هذا الإتفاق المهني، رغم الدعم والإشادة التي واكبت الاتفاق من طرف مندوبية الصيد البحري . هذه الآخيرة التي رحبت بالفكرة، وشجعت على الإلتزام المهني، للسير قدما في تحصين التوجهن الذي يعقلن رحلات الصيد بالمنطقة، وذلك ضمن نقاشها للفكرة مع الفاعلين المهنيين. ما يجعل من هذا التوجه خيارا مهنيا خالصا، يقدم مؤشرات قوية على النضج الذي يطبع الوسط المهني المحلي بخصوص إستدامة المصيدة .
وأضحى اليوم مهنيو الصيد التقليدي بإقليم بوجدور، يقدمون المثل في الإلتزام المسؤول، الذي ينم عن الوعي بالمحافظة على الثروة السمكية. وذلك من خلال استهداف الأوزان الجيدة، والانتقائية في صيد هذا النوع من المصطادات السمكية، من خلال استعمال الصنارة في الصيد بدل شباك الصيد. حيث نوهت مصادر مهنية وإدارية بالوعي المهني الحاصل، للمحافظة على الثروة السمكية، معتبرين ان أي نقص في أي مكون بحري، من شأنه خلق اختلال في التوازن البيئي. ما يجعل من الخطوة المهنية تساير التوجهات الكبرى للإستراتيجية القطاعية اليوتيس، والتي يبقى أهمها المحافظة على البيئة البحرية واستدامة المصايد بسواحل المملكة.