“يا أيها المسافر في المدى…مد لي يدا
و رص جبهتي بغيمة الندى
يا أيها المتعجل… كيف لم نقرأ في صمتك
أنك راحل غدا
و لم يترك صوتك رجعا
ولا وقع أقدامك في صحارى الصمت صدى”
هكذا استجاب الشاعر و الأديب و الإعلامي المتألق عبد اللطيف بنيحيى للحظة التكريم التي خصته بها جريدة البحرنيوز يوم السبت 14 يناير 2016 بمدينة أكادير، وقد نزلت كلماته العفوية في قلوب الحاضرين منزلة ريح دافئة لتكسر الجليد الذي بنته حولها الأيام، بعينين مغمضين كان يرفض التطلع للواقع و يجفل لعالمه الخاص، في لحظة استسلم فيها الإعلامي لسحر الأديب و سلمه مهمة التعبير عما يختلجه من مشاعر اختلط فيها الأسى بالفرح و قساوة الواقع بجمال اللحظة.
جاء ذلك في إطار التكريم الذي خصت به جريدة البحرنيوز الإعلامي عبد اللطيف بنيحيى، كاعتراف منها بمساهمته الفاعلة في مجال الإعلام البحري عبر مسيرة دامت لأزيد من 35 سنة. دأب فيها بنيحيى على اطلاق العنان للدفئ و السلام اللذان يسكنان روحه لمعانقة روح المتلقي البحري، صيادا كان أو بحارا أو ربانا أو مجرد مهتم بالشأن البحري و متخم بهموم و مشاكل القطاع. و ذلك من خلال برنامجه الناجح بإذاعة طنجة “أنيس البحر” الذي سمي فيما بعد “صباح الخير يا بحر” .
و قد تسلم ذات الإعلامي بهذه المناسبة خنجرا فضيا تقليديا محملا بعشق ساكنة سوس لهذا “الطنجاوي” الأصيل الذي لطالما كان أنيسا للبحارة في وحدتهم و مرهما لهمومهم و مرشدا و ناصحا عارفا بقضاياهم، في وقت كان يعرف فيه الإعلام المتخصص في قضايا البحر فتورا و نقصا مهولا. حيث تمنى بنيحيى على سبيل المجاز وهو يتسلم هذا الخنجر أن يغرس في قلب كل فاسد أساء لقطاع الصيد .
وفي هذا الصدد أشار بنيحيى على هامش أشغال الندوة التي نظمت ضمن فعاليات حفل تتويج شخصية السنة في قطاع الصيد البحري بالسمكة الذهبية، أنه شهد خلال مسيرته المهنية الممتدة لأزيد من 34 سنة، سقوط العديد من مهنيي قطاع الصيد البحري في سراديب الفقر و الجوع بعدما خاضوا حياة مهنية متألقة، في حين شهد بذات العين تحول آخرين إلى متحكمين في القطاع بعدما دخلوه من بابه الضيق و هم لا يملكون شيئا. موهمين أنفسهم أن عالم البحر قد أضحى مرتعا لتألق المفسدين يضيف بنيحيى، و كأنه حقل مادي ورثوه عن أجدادهم.
وعلاقة بموضوع التكريم والإعتراف عرف الحفل الذي نظمته جريدة البحرنيوز بشراكة مع الكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي مساء يوم السبت 14 يناير 2017، تكريم الإعلامي محمد البوعناني الذي ما إن يذكر اسمه حتى يتبادر البحر و أمواجه ونوارسه إلى اذهان المواطنين المغاربة، إذ أنه ساهم من جهته في تقريب المواطن العادي من عوالم البحر و البحارة من خلال برنامجه بالقناة الأولى “مجلة البحر”.
ولم يكتب لمحمد البوعناي حضور لحظة تكريمه في ظل التزامه بعطلة استشفائية بالإمارات العربية، حيث تعدر عليه الحضور، إذ تسلم عنه تذكار التكريم محمد السيكي الكاتب العام للكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي بإعتباره إبن المنطقة، التي أنجبت رجلا قدم للمغاربة في برنامجه مجلة البحر، الأسماك كما لم يعرفوها من قبل .
