أوقفت مراكب الصيد الساحلي صنف السردين بميناء الوطية بطانطان اليوم الجمعة 28 شتنبر2018 رحلاتها البحرية في سواحل المدينة بشكل اضطراري .
وكشفت مصادر مهنية في تصريحها لجريدة البحرنيوز، أن التوقف الاضطراري لنشاط مراكب السردين بميناء الوطية، تم بناء على اتفاق ربابنة المراكب، للحيلولة دون تضخم حجم الكميات الكبيرة من أسماك الإسقمري، التي تسلك وجهة معامل الزيت و الدقيق . و كذلك لمنح المعامل وقت كافي لمعالجة الكميات التي حولت إليها طيلة الأسابيع السابقة .
وقال عبد الرحمان بوطلطست ، ربان مركب صيد للجريدة ، أن التوقف الاضطراري كان عن قناعة من المهنيين، لمنح فرصة للمعامل في معالجة الأسماك ، و كدا فسح المجال أمام المسؤولين لتنقية جنبات الميناء، والحد نسبيا من الروائح الكريهة التي يعرفها الميناء .
و تابع المصدر المهني حديثه بالقول، أن اعتماد مبدأ الكوطا الفردية السنوية لمراكب السردين في مخزون ” ب ” بحجم 2700 طن ، منح مراكب السردين حرية اختيار فترات الصيد. وذلك من خلال التحكم في حجم الكميات المصطادة، و حسن تدبيرها بالشكل المطلوب. وسجل المصدر أن الربابنة قد أبانوا عن مستوى الوعي المهني بدرجة مرتفعة، بالانسياق إلى توقيف رحلات الصيد اضطراريا إلى غاية يوم غذ السبت القادم بشكل رسمي ، و إلى يوم الاثنين بالنسبة لغالبية المراكب. حيث أن ظروف ارتفاع درجات حرارة المياه، تفرز تواجد أسماك الاسقمري فقط، و التي توجه إلى الدقيق و الزيت ، وتعكس مبيعات أقل بكثير من الأسماك الموجهة للتعليب و . و هي فرصة أمام الربابنة لتدبير سقف الكميات المصطادة حسب نسبة الكوطا المتبقية لكل مركب على حدة إلى متم السنة الجارية .
و عبر مجموعة من المهنيين بميناء الوطية، عن تدمرهم الشديد من التأثير الذي يسببه تضخم الكميات الكبيرة من أسماك كبايلا ، حيث أن الشاحنات تظل واقفة لساعات في الطريق، بعيدة عن المجاري ، ما يسبب في روائح نتنة ناتجة عن مياه الأسماك المستقطرة . وهو الأمر الذي يسبب في تضرر الطريق و حالة الانزلاق ، إضافة إلى الحالة المتردية للمجاري .
ومن جهتها عبرت مصادر عليمة من الوكالة الوطنية للموانئ ، عن أسفها للممارسات المشينة التي تقوم بها بعض الشاحنات، التي تفرغ مياه الأسماك العادمة في الطريق بعيدا عن المجاري. كما أوضحت المصادر المسؤولة، أن الوكالة قد استرجعت مؤخرا تدبير خدمات الميناء ، حيث أنها برمجت خطة عمل لبداية الإصلاحات حسب الأولوية ، من توسعة و تنقية المجاري ، و إعادة تركيب الدعامات الحديدية لها ، ومتابعة شركة التدبير المفوض التي رخص لها مند وقت قصير فقط ، و اتخاذ بعض التدابير و الإجراءات للحفاظ على نظافة الميناء .
وقد انطلقت فعلا الأشغال بجانب رصيفين محاديين للمكان ، الذي يتم فيه إضافة الثلج للأسماك القادمة من الموانئ الجنوبية . قيما عبرت ذات المصادر عن أملها في انخراط المهنيين في عملية التحسيس والتوعية للحفاظ على البيئة البحرية ، و على طرقات ميناء المدينة ، وتكريس ثقافة النظافة من الكل وإلى الكل.
ووضعت وزارة الصيد البحري مخطط الكوطا السنوية لمراكب السردين، على غرار مصيدة التناوب بالداخلة ، و هو أسلوب يعتمد على تدبير جديد، من خلال تطبيق نظام تحديد سقف الكميات المصطادة في الرحلات البحرية، و كذا الحجم السنوي للكوطا المسموح بها في مخزون ” ب “. و هو إجراء تكميلي للإجراءات المطبقة، في تدبير مجهود الحصة الإجمالية للصيد القابلة للاستغلال سنويا للأسماك السطحية الصغيرة.