باتت المعاهد والجامعة الروسية تشكل وجهة للطلبة الراغبين في إتمام تعليمهم العالي في قطاع الصيد، حيث كشف أيوب خلوقي طالب بسلك الماستر تخصص هندسة السفن بجامعة “استراخان” الدولية التقنية بروسيا في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن هذا الإهتمام يجد تفسيره في كون الدولة الروسية هي بلد بحري بامتياز، يهتم بالتكوينات البحرية ، ويتوفر على آليات متطور، وتخصصات تهم علوم البحار.
وأكد خلوقي ، أن مدة التحصيل العلمي في المجال البحري داخل بالجمهورية الفيدرالية الروسية، يمتد إلى خمسة سنوات يتمكن من خلالها الطلبة المغاربة من الحصول على شواهد تخول لهم العمل في سوق الشغل. خصوصا وان من بين التخصصات التي تستقطب الطلبة المغاربة، نجد هندسة بناء السفن و تربية الاحياء المائية … و هي تخصصات تدخل في التوجهات المستقبلية للمغرب ، في إتجاه تكوين اطر عليا متخصصة في هذه القطاعات ويد عاملة مؤهلة وملمة بالمجال البحري.
وأبرز الطالب الباحث في هندسة السفن ، أن الطلبة وقبل الشروع في إختيار الميولات العلمية على مستوى التخصصات البحرية التي تضم كل من تربية الأحياء المائية، الصيد الصناعي ، تقنيات الملاحة ، هندسة السفن البحرية… يتعلمون اللغة الروسية، بغرض فهم و معرفة المصطلحات البحرية باللغة الروسية والإلمام أكثر بجوانب التكوين ، حيث ان إكتساب اللغة يعني القدرة على التواصل وفهم ثقافة البلد ، والإحتكاك أكثر بالطلبة المحليين.
و اوضح الخلوفي كأحد خريجي معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، أن فترة الدراسة تختلف مدتها الزمنية، باختلاف رغبة الطلبة المغاربة، في التعمق في المجال العليمي البحري، بحيث يمكن للطلبة قضاء أربعة سنوات من التحصيل العلمي، ينالوا بموجبها شهادة روسية تعادل اجازة مهنية بالمملكة المغربية، في حين الطلبة الذين سيواصلون تكوينهم البحرية خمسة سنوات يحصلون على شواهد تعادل شهادة مهندس دولة بالمغرب.
وأبان الطلبة المستفيدون من تكوينات دراسية بحرية بالجمهورية الفيدرالية الروسية، مند سنة 2013 على درجة عالية من المسؤولية، يقول التهامي مشتي أستاذ بمعھد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، ، في ظل التنويه الذي يلقاه الطلبة المغاربة داخل المعاهد والجامعات الروسية ، وهو ما يجعل منهم سفراء لبلدهم، على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات.
وأكد في ذات الصدد ان مؤسسات التكوين البحري التي يتراوح عددها خمسة معاهد للتكنولوجيا للصيد البحري موزعين بالمملكة المغربية، يستفيد خريجوها ما بين 6 إلى 8 طلبة متدربين، من ولوج مؤسسات بحرية بدولة روسيا، قصد استكمال دراستهم البحرية، على رأس كل موسم دراسي، للرفع من مستوى تأهيلهم و تحصيلهم الدراسي العلمي.
و ذكر المصدر الاداري بعضا من الشروط الضرورية لولوج المؤسسات البحرية بروسيا، والتي يبقى أهمها تميز الطالب بحسن الأخلاق، حيث يستفيد خريجي المعاهد المتفوقين ذوي السمعة الحسنة والأخلاق الطيبة، من استكمال مسيرتهم الدراسية داخل المؤسسات البحرية الروسية، والتي تخصص لهم منح دراسية مالية تساعدهم على متابعة مسيرتهم الدراسية.
وأضاف التهامي في سياق متصل، ان الطلبة المغاربة من مختلف المؤسسات البحرية التابعة للمملكة المغربية اتجهوا منذ سنة 2013 لمتابعة تكوينهم ودراستهم البحرية بروسيا، وذلك بعد توقيع الاتفاقية البحرية الثنائية بين المملكة المغربية و الجمهورية الفيدرالية الروسية التي تنص على .
ويرتبط المغرب وروسيا باتفاق تعاون في مجال الصيد البحري تم تجديده للمرة الثامنة في نونبر سنة 2020 بعد ان كان توقيع أول إتفاق سنة 1992. حيث يتيح الإتفاق الجديد الذي يمتد لأربع سنوات ، لأسطول مكون من عشر سفن روسية صيد الأسماك السطحية الصغيرة في المياه المغربية، التي تتجاوز 15 ميلا بحريا.
كما تنص الاتفاقية على التعاون العلمي والتقني لتتبع ورصد النظام البيئي للأسماك السطحية الصغيرة، في المياه المغربية، بين المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، ونظيره الروسي. وتسمح للطلبة المغاربة بالاستفادة من منح التدريبات في المؤسسات الروسية المتخصصة في الصيد البحري.