لفظت أمواج البحر الأطلسي زوال اليوم الإثنين 27 فبراير 2023 بأحد شواطئ السواحل الممتدة بين تامري وإمسوان، جثة مجهولة الهوية ، على درجة عالية من التحلل، إستنفرت سلطات المنطقة التي حلت بموقع النازلة.
ورجحت مصادر محلية أن تكون الجثة التي تم إجلاؤها في إتجاه مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير ، لأحد ضحايا حادث إنقلاب قارب الصيد التقليدي ”لمهور-3”. الذي راح ضحيته ثلاثة بحارة .
وفي إنتظار ما ستكشفه الإختبارات الجينية التي ستخضع لها الجثة المتحللة لإثبات الهوية، يؤكد شهود عيان أن طمس ملامح الجثة المنتشلة من بين الصخور بسبب التحلل ، بؤكد قضاءها أسابيع في البحر، وكذا غياب فقدان أي شخص آخر في الأيام الماضية بسواحل المنطقة، بإستثناء ضحايا القارب، هي قرائن تقرّب الجثة من البحارة الثلاثة، الذين فقدوا في حادث المهور 3 .
وأعتبر ثلاث بحارة في عداد المفقودين منذ يوم الجمعة 3 فبراير الجاري، بعد انقلاب قارب للصيد التقليدي بالسواحل الممتدة قبالة مياه الكاب. حيث تقادفت الأمواج القارب، وكذا معدات البحارة ، دون أن يظهر أي أثر للبحارة الثلاث، قبل أن يلفظ البحر جثة في وقت سابق تم ربطها بضحايا القارب ، وهو نفس الشيء حدث مع الجثة التي تم انتشالها اليوم الإثنين.
ويكشف نزيف الأرواح في الحوادث، حالة استهتار البحارة بأرواحهم، بالنظر لحالة التراخي التي يتعاطى بها الكثير من البحارة مع سترة النجاة، خصوصا وأن الجثة التي تم إنتشالها ظهرت مجردة من الملابس، وكذا من سترة النجاة التي تحمل على عاتقها حماية البحارة من الغرق. فيما يتطلع الفاعلون المهنيون في الصيد التقليدي، إلى موعد إفراج الوزارة الوصية عن المشروع الواعد، الرامي إلى تعميم سترة النجاة من الجيل الجديد على بحارة الأسطول.
وتؤكد المعطيات أن هذا المشروع سيجد طريقه للتنزيل هذه السنة، غير أن واقع الحال يفرض إعمال لغة التحسيس، وإرفاقها بسياسة زجرية ، للتصدي لحالة التراخي في تفعيل أدوار السترة على القطع البحرية، لأن هذه السترة صنعت لتعتلي الأكتاف وتطويق الأعناق لحماية الأرواح ، وليس لتحويلها إلى مجرد أذاة لاجتياز الفحص التقني السنوي، أو تخزينها في الأكياس البلاستيكية.