أوصت الوكالة الإسبانية لسلامة الغذاء والتغذية، بسحب أسماك مصبرة بالمغرب من الأسواق والتحذير من استهلاكها، إثر كشف التحليلات المخبرية عن تواجد نسبة عالية من مادة الهستامين في منتجات سردين مغربية المنشأ، المصبرة بإستعمال زيت عباد الشمس.
وفي بلاغ لها، قالت ”الوكالة الإسبانية لسلامة الغذاء والتغذية“ إن علب لشرائح سمك السردين بزيت عباد الشمس تحت العلامة التجارية “The Menu” بوزن 550 غرام، وهي الدفعة المرقم L202CEB0 234 60 وبتاريخ استهلاك تفضيلي: 01/21/2023، تشكل تهديدا لصحة المواطنين، داعية لعدم استهلاكها وإعادتها إلى المحلات التي اقتنوها منها، من أجل الاستبدال أو السداد. فيما سارعت جمعيات حماية المستهلكين بإسبانيا، إلى مطالبة المستهلكين بتوخي الحذر، وإعادة الأسماك المذكورة إلى المتاجر التي اقتنوها منها.
وأوضحت مصادر مغربية مهتمة أن مسطرة الهيستامين التي تحدد دخول الأسماك المصبرة إلى السوق الأوربية، قد عرفت في السنتين الآخيرتين مراجعة نسبة الهيستامين ، لتصبح أقل مما كانت عليه في وقت سابق، فيما أفادت ذات المصادر ، أنه وعلى الرغم من إستئناس المصدرين المغاربة بالتدابير الجديدة ، إلا أنه لازالت بعض الفلتات تقع بين الحين والآخر. كما اشارت مصادرنا في ذات السياق أن الكميات المرفوضة بإسبانيا ستكون مقبولة في المغرب وكذا في أسواق دولية آخرى ، لأنها ليست أسماك مسمومة وإنما هي مخالفة لمتطلبات السوق الأوربية.
إلى ذلك قلل مصدر آخر من تبعات النازلة ، مبرزا أن المصدرين المغاربة لايتحملون أدنى مسؤولية بخصوص المشكل الناجم عن حدوث إرتفاع الهيستامين في المنتوجات البحرية المعنية، سيما وأن أي منتوج لا يمكنه ولوج السوق الأوربية، إلا بعد أن يتم إخضاع عينة منه وبشكل متشدد، لعدد من التحاليل المخبرية. وذلك قبل إعلان موقف المؤسسة المسؤولة عن هذه السلع، سواء بالرفض أو الإيجاب. فيما نبه المصدر ان إرتفاع الهيستامين قد ينتج عن خلل في درجة حرة فضاء التخزين بالأسواق التي تعرض هذا المتنتوج او على مستوى النقل والتوزيع المحلي.
مصدر أخر تحدث للبحرنيوز أكد ان المسؤولية تبقى ثابتة ، لأن الإختبارات التي تتم على مستوى الحدود لا تطال الشحنة بأكملها، وإنما تتوقف عند بعض العينات، كما أن العرض على مستوى الأسواق الممتازة بإسبانيا هو يحترم مجموعة من المعايير الدقيقية، وبالتالي فهناك إختبارت قبلية تتم على مستوى الحدود ، كما أن هناك إختبارات تتم على مستوى سوق الإستهلاك من طرف مفتشي الوكالة ، وفي حالة العثور على خلل معين فإن الوكالة الإسبانية لسلامة الغذاء والتغذية بما تتميز به من إستقلالية، تصدر توصياتها الجازمة للسلطات من أجل سحب الشحنة ككل ، حتى ولو كان الأمر يتعلق بعينة واحدة هي المعنية بمخالفة توجيهات السوق الأوربية .
وفي موضوع متصل قال فاعلون محليون في مجال الصناعات السمكية أن رفض المصبرات المغربية كما يروج له، يجب أن يتم بشكل قانوني، وليس بإعمال الوشاية والدعاية المسيئة في الصحافة المحلية، حتى ان المصادر إعتبرت صدور أخبار بهذا الشكل هي تدخل ضمن خانة التشهير ، خصوصا أن هناك منافسين يضايقهم المنتوج المغربي، كما أن هناك أشخاص يتحينون الفرص ويخلقون البلبلة، مستغلين جميع الوسائل لإلحاق الضرر بالسلع المغربية، رغم جودتها المعترف بها من طرف مؤسسات أوربية وعالمية.
وليس هذه هي المرة الأولى التي تنبه فيها مصالح صحية أوربية إلى وجود خلل في مادة الهيستامين بمصبرات سمكية مغربية، فقد عاشت الساحة المهنية أحداث مماثلة، حيث تخلف مثل هذه الأخبار التي يتم تناقلها على نطاق واسع، ضجة كبيرة في البلد، بإعتبارها تسيء إلى سمعة المنتجات المغربية المصبرة، والتي تبحث عن موطىء قدم لها في كبريات الأسوق الأوربية المتسمة بمنافسة شديدة.