خلف حدت التشييع الرمزي لجنازة قطاع الصيد البحري، الذي تم بدعوة من طرف الجامعة الوطنية لهيئات مهنيي الصيد الساحلي بالمغرب، و الفدرالية الوطنية لتجار منتوجات الصيد البحري بالموانئ والاسواق المغربية ردود أفعال متباينة بين مرحب ومستنكر في الأوساط المهنية. وإليكم بعض الردود كما إستقاها مكرفون البحرنيوز
أمولود مشيعي جنازة القطاع مجانين يلزمهم الرجم
إعتبر محمد امولود رئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد الساحلي، أن المشرفين على الحدت يصطادون في الماء العكر، واصفا إياهم بعدم الاتصاف بالشجاعة الفكرية التي تفترض الجلوس إلى الطاولة والنقاش . كما نعتهم بالجنون وغياب العقل لإقدامهم على قتل إستراتيجية باركها ملك البلاد. فاليوم يقول أمولود، نحن في المغرب الجديد الذي يتطور بإستمرار، ولن يعود إلى الخلف، فالقطار لا يرجع إلى الوراء فمن أحب الركوب فمرحبا به، ومن إمتنع عن ذلك فلن يتم الرجوع إليه.
وأضاف أمولود أن الحدت يستوجب رجم أصحابه، لأن الذي إقترح هذه الطريقة ليس له “قيمة” ولا يمكن أن تكون له مكانة في المغرب. وتساءل رئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد الساحلي عن كيفية اللقاء بهؤلاء الأشخاص الذين يشيعون جنازة مشاريعنا ؟ وكيف لنا أن نتكلم معهم ؟ فهم موتى يحتاجون للصلاة.
الشاعر تشييع الجنازة خطوة متسرعة
من جانبه عبر عبد الواحد الشاعر رئيس الكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي عن آسفه الكبير، جراء إقدام المهنيين على هذه الخطوة، التي تعبر عن نوع من التسرع. لأن واقع القطاع ومشاكله لا تحتاج للإندفاعية بقدر ما تحتاج للحوار البناء . مؤكدا في دات السياق أن هناك مشاكل ولكن بالمقابل هناك مجهودات تبدل من أجل الرقي بالقطاع مما يتطلب تظافر جهود الجميع إدارة ومهنيين بشكل إيجابي لتجاوز مختلف العقبات حتى يتم كسب رهانات المستقبل.
سرود كل له طريقته في التعبير داخل مغرب الحريات، والمقاربة يجب ان تكون في إطار الحوار
من جهته أكد عبد الرحمان سرود رئيس الغرفة الأطلسية الوسطى، أن الشكل الإحتجاجي يدخل ضمن حرية التعبير. والدستور خول للمواطنين حق خوض إضرابات وأشكال إحتجاجية. و كل واحد يعبر بالطريقة التي يراها مناسبة، فنحن ربما نعبر بالأخد والرد مع الإدارة والجلوس إلى الطاول وحل المشاكل..وهناك من يعبر عن طريق الإحتجاجات، وهناك من يستعن بصلاة الإستسقاء كما هناك من يوصل رأيه عن طريق صلاة الجنازة، فكل يعبر حسب طريقته ونحن في مغرب الحريات.
وأضاف سرود نحن نشترك نفس الهموم والمشاكل مع المحتجين، لكن يجب أن لا نذهب في إتجاه تكريس التفرقة بين المهنيين، فكان الأولى إستنفاذ جميع خطوات الحوار والأخد والرد بين المهنيين والإدارة الوصية، تم بعد ذلك حينما نصل إلى الطريق المسدود فالدستور يخول لنا الإحتجاج. وأضن ان هذه المرحلة لم نصل لها بعد. و بالنسبة للمحتجين فهم ينطلقون من مشاكل تؤرق الواقع المهني بالداخلة والعيون وآسفي، ولكن أضن أن المقاربة يجب أن تكون مختلفة في إطار النقاش الجاد والفعال.
كمال صبري: القطاع لم يمت ولن يموت
القطاع لم يمت ولن يموت، هكذا عبر كمال صبري رئيس الغرفة الأطلسية الشمالية، مؤكدا أنه وبإطلالة بسيطة على قيمة الإستثمارات التي تضخ في القطاع ستحس بحيوية الحياة المزروعة في شرايينه. كما أنه بجولة بسيطة في ميناء من قيمة ميناء أكادير والصويرة وطانطان وبالضبط بأوراش صناعة السفن، ستجد عددا من المراكب العملاقة في طور البناء. وهو ما يعني إستثمارات بقيمة ملايين الذراهم وكدا خلق مناصب شغل جديدة. أضف إلى ذك المشاريع الحيوية التي يشهدها القطاع اليوم، وهي كلها تجعل من إدعاءات القائمين على الشكل الإحتجاجي مردودة على أصحابها، حتى وإن كانت بشكل رمزي.
جهات مهنية: هناك مشاكل لكن ليس هناك موت
من جهة آخرى عبر عدد من المهنيين الذين إلتقتهم البحرنيوز، على أن واقع القطاع وما يتخبط فيه من مشاكل تتعلق بمخططات التهيئة والإكراهات المتناقضة مع الاهداف المسطرة في إسترتيجبة أليوتيس، فضلا عن عدد من القرارات المتواترة والتي تستهدف قطاع الصيد الساحلي، من ضريبة على معدات الصيد والصناديق البلاستيكية فضلا عن ما وصفوه بتكريس عدم تكافؤ الفرص، في ظل إستفادة أقلية من مشاريع بعينها. هذا بالإضافة إلى ما تخلفه بواخر RSW من تدمير خطير للتروة السمكية، أمام الصمت الرهيب للقائمين على القطاع. وهي كلها معطيات توحي بتراجع القطاع، إلا أنه لايمكن الجزم بموته.
من المنظمين: ضرورة التعجيل بحل المشاكل قبل أن يتحول الموت الرمزي إلى موت حقيقي
هذا وكانت مصادر مهنية من داخل اللجنة المنظمة للشكل الإحتجاجي، قد أصرت للبحر نيوز أن الموت الذي تم رسمه بشكل رمزي للقطاع، لم يأتي بغرض السخرية أو التفكه، وإنما ينطلق من الرفض القاطع لسياسة “العام زين” فواقع القطاع تضيف مصادرنا يتحدت عنه ولا يمكن إخفاء الشمس بالغربال. لذلك يأتي الشكل الإحتجاجي لزعزعة المسؤولين قصد التحرك لوضع حد لمختلف المشاكل، التي يتخبط فيها القطاع اليوم، حتى لا يتحول الموت الرمزي إلى موت حقيقي.
وبين هذا الطرح وداك يبقى القطاع هو قطب الرحى، مما يتطلب تظافر جهود مختلف المتدخلين في أفق المضي قدما بمختلف الإسترتيجيات المرصودة لتطوير القطاع، فضلا عن فسح المجال أما التيار للمرور بشكل سليم بين مختلف الهيئات البحرية بعيدا عن الحسابات الضيقة والأبعاد السياسوية التي صارت تخفي المعاني الجميلة “للحنطة” في بعدها الإقتصادي والإجتماعي والثقافي، حفاظا على التروة السمكية، وإستثمارا للعنصر البشري.