جنح حوت كبير أمس الأربعاء 8 مارس 2017 إلى سواحل مدينة الوطية بطانطان في حركية تشبه الإنتحار .
ويصل طول الحوت الجانح بشاطئ أشبيكة الواقع على بعد 25 كلم جنوب ميناء الوطية والذي يعرف بشدته في فترات المد، إلى3.95 متر، بلون أسود و أبيض ، و حسب المعاينة التي قامت بها السلطات المعنية بمن فيهم مندوبية الصيد البحري بالوطية ، أنه من أنواع الحوت الأزرق (baleine bleu ) .هذا وذهبت إحدى النظريات ، حسب المعاينة الأولية ، إلى أن يكون الحوث قد إختار الانتحار بالمنطقة، رغم وجود آثار صغيرة على جسم الحوت لا تعدو أن تكون نتيجة اعتداءات من طرف أسماك القرش ، أو مفترسين مشابهين ، أو تدخل بشري .
و هرعت إلى عين المكان مجموعة من الناس ، الدين عقدوا أملهم في الظفر بالقليل من مادة العنبر ، لكن عدم إلمامهم بطبيعة هدا النوع من الحوت ، و طريقة استخراجه منه جعلتهم في وضع محير ، كما أن السلطات المعنية حريصة بشكل كبير في حوادث جنوح الثديات الكبيرة في السواحل المغربية ، من ناحية رفع تقارير مفصلة إلى الوزارة الوصية و المعهد الوطني للبحث في الصيد ، و كذلك من أجل تجنب أي تأثير سلبي على البيئة يسببه نفوق الحيتان ، و هو ما جعل سلطات، واد اشبيكة يوم أمس من إبعاد الحوت الأزرق عن الشاطئ ،بواسطة جرافة و حرقه .
ويرى أغلب العلماء بأنّ عملية الانتحار التي تقوم فيها الحيتان وأيضاً بعض الأسماك ، قد يعود سببها التأثّر الشديد بالسموم المنتشرة بالبحر ، وعلى وجه الخصوص الكيماويّة ، وأيضاً هنالك السموم البيولوجيّة، ويرى أيضاً بأنّ السبب في الانتحار هو مرض الحيتان ، حيث وبسبب مرضه ، يتعرّض الحوت لتشوشّ في معرفة تحديد اتجاهاته .
وهناك أيضاً من يؤكد أيضا ، بأن بعض الظواهر البيئيّة كارتفاع حرارة الكرة الأرضية قد تؤدّي لفقدان إحساس الحيتان بالاتجاهات ، وأيضاً ربّما تأثير موجات السونار القصيرة والمتوسّطة الصادرة عن السفن التي تنشط في الصيد ، قد تؤدّي لإرباك هذه الحيتان وتشتيتها عن الاتجاهات.
يذكر أن ظاهرة انتحار الحوت ، تعتبر من الظواهر الغريبة التي تحدث ، إذ يقوم الحوت بإلقاء نفسه على الشاطئ ، بعيداً عن المياه أي الوسط الصحيح لمعيشته ، وبذلك يموت الحوت بسبب تعرّضه للجفاف ، فينهار جسده بسبب وزنه الكبير ، أو قد يصاب بالغرق ويموت إثر ذلك ، بسبب المدّ الذي يحدث في البحر فيؤدّي لتغطية فتحات التنفّس لديه.