تواصل سفينة الصيد الدانماركية العاملة بالمياه المبردة المسماة “JUNIOR” نجاحاتها في إستهدافها سمك الرابوز بالمصيدة الوسطى والجنوبية، بعد أن عادت إلى ميناء طرفاية أول أمس الأربعار 06 نونبر 2019، محملة بقرابة 740 طنا من أسماك الرابوز أو ” البيكاس ” “la bécasse de mer” كحمولة إجمالية تم التصريح بها في إنتظار الحسم النهائي بعد الإنتهاء من عملية الوزن .
وحسب مصادر مطلعة من ميناء طرفاية، فإن الحصيلة تبقى جد مشجعة، خصوصا في هذه الرحلة التي حطمت كل الأرقام ، باعثة بذلك إشارت إيجابية، في التعاطي مع هذه الظاهرة، التي روعت الصيادين ، وهددت مصايدهم لمدة غير يسيرة بالمصيدة الوسطى كما بالمصيدة الجنوبية. وذلك لكون المصيدة التي تستوطنها هذه الأسماك، التي تعيش في شكل جماعات، وتتحرك بنفس الشكل، هي عادة ما ينفر منها السردين الذي يتعرض لهجمات هذا النوع من الأسماك .
ووفق تصريحات مصادر عليمة من داخل المعهد الوطني للبحث في الصيد، فإن أطر المعهد قد راكموا في وقت سابق، دراسات مهمة سواء على مستوة سفينة البحث الأمير مولاي عبد الله أو سفينة البحث الروسية. وهي الدراسات التي مكنت من إنجاز رسومات خرائطية عملية ودقيقة، للمواقع التي تعرف تركيزا عاليا لأسراب أسماك الرابوز إستنادا تقنية المسح بالصدى.
وشكلت هذه الخرائط بأبعادها التقنية تضيف المصادر، خارطة طريق للسفينة الدانماركية، التي تستهدف المناطق المحددة آنفا. لاسيما أن هذه السفينة تتوفر على تقنيات جد هامة في التعرف على النوع المستهدف ” “la bécasse de mer” ، إلى جانب آليات مهمة خصوصا على مستوى الرصد ، وكذا المعطيات التقنية المرتبط بالتحكم في الشباك على مستوى الخفظ والرفع ناهيك عن الشفط. وهي كلها معطيات يسرت عملية الصيد ، وجعلته مرنا أكثر مما هو متوقع.
ولقيت عملية الصيد تنويها واسعا في صفوف مهنيي الأسماك السطحية، حيث عبر عبد الرحيم الهبزة نائب رئيس الغرفة الأطلسية الوسطى وأحد أقطاب الصيد الساحلي السطحي بالجنوب ، أن توجه إدارة الصيد ومعها المكتب الوطني للصيد، صوب إختيار هذه السفينة الدانماركية، هو إختيار صائب إلى حد بعيد ، خصوصا وأن النتائج المحققة إلى حدود اليوم مدهلة، وتبعث على الإطمئنان والتفاؤل، في الحد من إنتشار الظاهرة، التي شكلت كابوسا مخيفا للمهنيين، لاسيما بجنوب المصيدة الوسطى، التي عرفت توسعا رهيبا للظاهرة مند آواخر السنة الماضية .
وأضاف المدير العام لمجموعة الهبزة القابضة المتخصصة في النقل والصيد والصناعات البحرية ، أن التجربة أعطت نتائج مبهرة على المستوى التقني، في طريقة الصيد ونظام الشفط، والمعالجة. وهو ما يبعث على الإطمئنان بخصوص محاصرة الظاهرة، وإضعاف قدرتها على الإنتشار.
كما أبرز المصدر في ذات السياق، أن الإجراء الجديد الذي يشرف عليه المعهد الوطني للبحث في الصيد ويواكبه بشكل ميداني ، سيحوّل الرابوز من معيق في عملية الصيد، إلى منعش لبعض الصناعات البحرية، وذلك من خلال تدبير عملية صيده و تثمينه عبر وجهات الدقيق و الزيت، و كدا التعليب و التصبير.
وتواصل سفينة “JUNIOR” تفريغ مصطاداتها لصالح شركتين، كانتا قد عبرتا في وقت سابق عن اهتمامهما بالإنخراط في عمليات التثمين والمعالجة، ضمن معامل الدقيق والزيت، وذلك عبر طلبات العروض. إذ يتعلق الأمر بشركة “CIBEL TANTAN” و”Alpha Atlantique de tarfaya”. فيما ستواصل السفينة الدانماركية عملها في استهداف أسماك الرابوز، تحت إشراف المعهد الوطني للصيد البحري، الدي سيكون حاضرا طيلة عمل هده السفينة في المواكبة و المرافقة، و التقييم.