لم يكن محمد شكوج يعلم أن إبتسامته لزملائه بمركب “عيطور”مودعا ومتمنيا لهم رحلة صيد غانمة، ستكون هي آخر ما يجمعه بثلة من الأصدقاء، وهو يغادر الرصيف رفقة زميل له على متن دراجة نارية، حيث كان الموت ينتظره على قنطرة الميناء دون إعلان مسبق.
وكشفت مصادر محلية أن محمد شكوج الذي يشتغل حارسا لمركب عيطور، فقد حياته في حادث مميث، بعد إنزلاق الدراجة النارية التي كان يمتطبها رفقة زميل له بقيادة من هذا الآخير، ليجد نفسه تحت عجلة إحدى الشاحنات الصهريجية المخصصة لنقل أسماك البيلاجيك، حيث لفظ أنفاسه بعين المكان، تاركا وراءه ذكريات جمعت بين التحدي، والتطلع لتحسين الوضيع، والإرتقاء في سلم المهام على ظهر مركب الصيد.
وخلف الحادث المميت موجة من الإستياء في أوساط مهنيي الصيد وزملاء الضحية بالميناء، فيما سارعت جمعية الميناء لحراس مراكب الصيد الساحلي بالداخلة، إلى تقديم التعازي لأقارب وأصحاب الضحية في هذا المصاب الجلل، سائلة الله في تدوينة على صفحتها الرسمية” أن يتغمد الله الفقيد برحمته، وأن يرزق والديه الصبر والسلوان”.
إلى ذلك أطلق نشطاء في مجموعات مغلقة على مستوى موقع التواصل الإجتماعي “واتساب” نداء “الصينية” لكافة المهنيين والفاعلين، من أجل الإلتفاثة لأسرة هذا الضحية، ودعمها في هذا المصاب الجلل، لاسيما وأن وفاة الضحية خلفت صدمة قوية في أوساط المعارف والمقربين والأصدقاء.
وتعاني شريحة واسعة من حراس المراكب وضع الهشاشة، كما تواجه مجموعة من التحديات الإجتماعية، لاسيما الحراس المرابطين بالموانئ، في غياب إعتراف رسمي بهذه الشريحة، فيما تتعالى الأصوات الداعية إلى إنصاف حراس المراكب، وخصهم بتكوينات على المقاس في نفس المهمة التي يمارسونها على ظهر المراكب، لاسيما أن هذه المهمة التي تحتاج للتنظيم، هي تكتسي أهمية خاصة من خلال المسؤولية، المنوطة بهذا العنصر البشري، من حيث الإشراف على سلامة وأمن المراكب على مستوى الموانئ.
وعادة ما يبقى الحارس مرابطا داخل هذه المراكب، في العطل والأعياد مقدما تنازلات إجتماعية كثيرة .. لتأمين المركب والسهر على سلامته، حتى أن حضور هذه الشريحة “المهنية”، جنب الكثير من المراكب حوادث بأرصفة الرسو، كما تجنّب الموانئ كوارث حقيقية ، غير أن الكثير من الحراس، هم يعانون من وضعية إجتماعية صعبة، بسبب غياب الإعتراف الإداري خصوصا، وسط دعوات حقوقية تشدّد على الإعتراف بحارس المركب ضمن سجل البحارة بصفته المهنية، وتمكينه من دفتر بحري بهذا الإختصاص ، حتى يتمكن من الولوج للخدات الإجتماعية بصفته المهنية، لاسيما أن مجموعة من المراكب تلجأ في كثير من الأحيان، إلى الإستعانة بخدمات هؤلاء الحراس لإستكمال طاقم المركب.
يذكر أن الحادث كان قد إستنفر مختلف السلطات المختصة، التي هرعت إلى مكان الواقعة، التي تم فتح تحقيق بشأنها، فيما تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني، في إنتظار إستكمال باقي المساطر لتسليم الجثة لذويها.