علمت البحرنيوز أن بحارا شابا في العشرينيات من العمر من أيت ثامر قد فارق الحياة بعد سقوطه من مركب لصيد السردين صبيحة اليوم في سواحل سيدي إفني .
وأوضحت ذات المصادر أن البحار الشاب قد سحبته “أخراس الشباك” لتسقطه في البحر ، عندما كان ينفذ مهامه إلى جانب زملائه ، على متن مركب الصيد الساحلي صنف السردين “أبو محمد”، فيما لم يتمكن طاقم الصيد من إنقاذ زميلهم الذي فارق الحياة .
وحسب أفادة جهات مهتمة فإن البحار الشاب لم يكن يرتدي سترة النجاة، على غرار غالبية مكونات المراكب، فيما تؤكد الأخبار أن ثقافة السلامة البحرية، المرتبطة بسترة النجاة، لازالت لم تجد صداها الحقيقي في أوساط الأطقم البحرية ، رغم هذا النزيف المتزايد للأرواح في سواحل المملكة .
وقالت صباح بوفزور رئيسة الجمعية الوطنية لأرامل وأيتام البحارة ، أنه من غير المعقول أن يستمر العنصر البشري بعيدا عن منطق المسؤولية الذاتية، في تعاطيه مع الأرواح البشرية ، فكيف يعقل أن البحار وهو يزاول مهامه في وسط محفوف بالمخاطر ، لا يرتدي سترة النجاة ، وهي مسؤولية وجب تدبيرها من طرف الربان .
وأضافت بوفزوز أنه وعلى الرغم من المجهودات الكبيرة المبدولة في هذا السياق ، إلا أن النزيف متواصل بسواحل المملكة ، مؤكدة في ذات السياق أن الجمعية تتوصل يوميا بطلبات الإنخراط لأرامل جدد، فقدوا معيليهم من البحارة ، وعدد منهم قضى نحبه في حوادث شغل بالبحر .
وعلى الرغم من عصرنه سترة النجاة، والدفع بالمهنيين إلى شراء ستراة من الجيل الجديد بدل السترة التقليدية ، فإن السواد الأعظم من البحارة لا يطوقون أكتافهم بهذه السترات، لأسباب يشةبها الغموض. حتى أن إرتداء السترة لازالت تواجه بالتهكم والسب ، بكون إرتادء السترة هي للبحارة الجدد الذين يهابون البحر، وهي إشكالية وجب التعاطي معها في الوعي الجمعي ، لأن من يعرف البحر هو من يرتدي السترة ، والبحر لا يحكمه منطق الأقدمية بإعتباره وسط متقلب ، ولا يؤمن شره .
وتم إخطار السلطات بالحادث، حيث رسا المركب بمنياء سيدي إفني، في حضور السلطات المختلفة التي عاينت الجثة ، كما باشرات تحقيقاتها بخصوص النازلة، فيما تم نقل الجثة في إتجاه مستودع الأموات بأكادير ، من أجل إخضاعها للتشريح لمعرفة الأسباب الكامنة وراء الوفاة ، قبل تسليمها لأقارب الضحية، على إعتبار أن الشاب الأعزب المنحذر من منطقة أيت تامر كان قيد حياته يتيم الأبوين.
