تتجه الأنظار يوم غذ الخميس صوب مقر قطاع الصيد البحري، الذي من المنتظر أن يحتضن لقاء لجنة تتبع مصيد الأخطبوط بحضور مختلف أساطيل الصيد المعنية، حيث أن الكثير من الترقب يسبق إنعقاد هذا اللقاء، الذي يسير في إتجاه خلق نوع من الإجماع، حول تأخير إنطلاقة الموسم بأسبوعين إضافين، كما سبق وأن أشرنا إلى ذلك في مقال سابق.
لغة الكواليس المتداولة لدى عدد من المجهزين ، أكدت أن الموسم لن يكون عاديا، خصوصا بعد أن راجت أخبار بكون الوزارة الوصية، تسير نحو تقزيم الكوطا، التي اعتاد مهنيو الصيد الحصول عليها في الموسم الصيفي. وهو ما يجعل من الموسم القادم يتسم بنوع من الإمتداد للسياسة التقشفية، التي واكبت الموسم الشتوي المنصرم.
وحسب إفادات متطابقة لعدد من ربابنة الصيد ، فإن الكتلة الحية لازالت غير مستقرة، في انتظار ما سيعلنه المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري من خلاصات، بعد الرحلة الإستكشافية التي نفذها في الفترة الممتدة بين أواخر شهر أبريل المنصرم ومنتصف شهر ماي الجاري. حيث إستهدفت سفينة البحث التي نفدت المهمة، تقييم تطور المخزون، وكذا الأحجام المنتشرة بالمصايد المعنية.
وقال أحد مهنيي الصيد في تعليق على حالة الترقب التي تسبق إنعقاد لقاء لجنة التتبع، وكذا القرار المرتقب، والذي قد يكون عاصفا حسب تعبيره، على غرار القرار المنظم لموسم الشتاء خصوصا على مستوى الحصة الإجمالية المسموح بصيدها، بأن الوقت قد حان أمام المهنيين بإتخاذ قرار شجاع حيال التطورات التي تعرفها مصيدة الأخطبوط، بعدم صيد الأخطبوط هذا الموسم أو على الأقل إعتماد مبدأ التناوب، من أجل تمتيع المصايد براحة بيولوجية، تمكن المخزون من إسترجاع أنفاسه .
وشدد في ذات السياق، على أن هذه الراحة يجب أن تمتد لسفن الصيد بواسطة المياه المبردة RSW رغم انها غير معنية بصيد الأخطبوط، والتي وصفها بكونها أحد المسببات الأساسية في عدم التوازن الذي يعرفه المخزون. وأبرز في ذات السياق أن السلسلة الغذائية التي تربط الأحياء البحرية فيما بينها، تعاني اليوم الأمرين، بفعل الضغط الرهيب الذي تنفذه هذه السفن على المصايد بالسواحل الجنوبية .
وبرر ذات المصدر المهني ربط الخلل الحاصل في توازن الأخطبوط، بالضغط الذي تعرفه المصيدة على مستوى الأسماك السطحية ، بكون مجموعة من المصايد شمال سيدي الغازي في المواسم الأخيرة، أصبحت أكثر إنتعاشا ، حيث تجود بكميات مهمة من الأخطبوط، وبأحجام تجارية جيدة ، حتى أن بعض مراكب الصيد بالجر، أصبحت تفضل الصيد بهذه المصايد، بدل ولوج المصيد الجنوبية. وهي معطيات يجب اليوم أن تأخذ بعين الإعتبار، بعيدا عن الحسابات الضيقة، التي لن يكون لها إلا المزيد من التأثير على مصيدة الأخطبوط .
إلى ذلك يرى عدد من الفاعلين أن تأخير انطلاقة الموسم، سيكون لها ما بعدها، إذ ستنعكس فترة التوقف الإضافية، إيجابا على تطور المصيدة ، وكذا نمو المخزون، رابطا في ذات السياق التحديات التي تواجه الأخطبوط بكونها ظاهرة تمتد لما هو بشري، في ظل إستمرار الصيد الغير قانوني الذي يستهدف الصنف الإحيائي إبان الراحة البيولوجية. كما تمتد لما هو طبيعي، حيث إتسمت السواحل الجنوبية هذه السنة بالظروف الصعبة وكثرة “المنازل”، مؤكدا أن شح المصايد هو يتكرر من فترة إلى أخرى ، إذ تكون هناك سنوات تتسم بوفرة المخزون، فيما تأتي بعد ذلك سنوات تكون عجافا، وهو أمر يبقى أمر تحليله مناط بالباحثين والخبراء.