تمكنت عناصر الأمن الوطني، بتنسيق مع عناصر الجمارك بمعبر الكركرات جنوب مدينة الداخلة، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من حجز 11 طنا و940 كيلوغراما من مخدر الحشيش، على متن شاحنة للنقل الدولي كانت متوجهة نحو إحدى الدول الإفريقية.
وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن إجراءات المراقبة الحدودية وعمليات التفتيش مكنت من ضبط شحنات المخدرات المحجوزة، زوال أمس الأربعاء، مخبأة داخل أثاث مطابخ على متن مقطورة الشاحنة المسجلة بالمغرب، كما أسفر البحث عن توقيف كل من سائق الشاحنة البالغ من العمر 37 سنة، وكذا المكلف بالتعشير بالمعبر الحدودي.
وكشفت هذه العملية النوعية مدى الجرأة التي أصبح يتحلى بها المهربون في علاقتهم بالمعبر الحدودي ، حيث زكت العملية ما تداولته العديد من التقارير الإعلامية ، بخصوص أن هذا المعبر أصبح طريقا سالكا للمهربين، بما فيهم مهربي الأسماك المغربية خصوصا الأخطبوط ، الذي يتم تجنيسه قهرا بوثائق موريتانية، لأن الحصول على شهادات المنشأ والشهادات البيطرية، يتم بكل سهولة وبأسعار مناسبة، بجارتنا الجنوبية. كما أن هذا البلد يقدم تخفيضات مهمة في الضرائب المفروضة على الصادرات، ليجد بذلك الأخطبوط المغربي، طريقه صوب الأسواق العالمية بماركا مسجلة لهذا البلد الشقيق ، حيث تتدفق العملة الصعبة على خزينة الدولة الموريتانية، فيما يحصد المغرب دمار مصايده بشكل خطير.
وكانت مجموعة من المصادر المهنية بالداخلة، قد أكدت في كثير من المرات أن نشاط تهريب الأخطبوط نحو الديار الموريتانية، أصبح أمرا يسيرا، في ظل العلاقات التي شكلها المهربون في كلا البلدين . حيث أصبحت هناك شباكات منظمة يقودها مغاربة وأجانب تحرك دواليب الظاهرة . كما أن المصادر المهنية أكدت في كذا مرة، ان شركات النقل البري، التي تؤمن نقل البضائع بين المغرب وموريتانيا عبر الشاحنات، أصبحت بدورها متخصصة في تهريب كميات كبيرة من الأخطبوط، نحو موريتانيا، بهدف البحث عن وثائق “التجنيس” و”الهوية”. غير أن مهمة الوصول إلى موريتانيا ستكون صعبة هذه الأيام، بعد حجز الطنان المذكورة من مخدر الحشيش بالمعبر الحدودي، وهي العملية التي أربكت مهربي الأخطبوط الذين سيجدون أنفسهم مرغمين على توقيف نشاطهم في إتجاه الجنوب لبعض الوقت ، ما سيفتح المجال لنشاط تنقل المهربين صوب الشمال.
وكانت المصالح المختصة قد اوقفت الأسبوع الماضي، شاحنتين محملتين بالأخطبوط، أخضعتهما للإفتحاص، فيما قالت مصادر أن شاحنات أخرى كانت تستعد للتوجه إلى موريتانيا، قد نفذت بحمولتها بين دروب الداخلة وأحيائها، مبرزة في سياق متصل ان وحدات التجميد عمدت إلى إفراغ مخزونها الغير قانوني من الأخطبوط، على متن شاحنات جرارة مبردة، والإحتفاظ به في مجموعة من الأماكن، بمدينة الداخلة وضواحيها، تحنبا لأعين المراقبين ، وتحسبا للفرص التي ستساعد المهربين على تمرير شحناتهم في إتجاه وجهاتهم المختلفة.